وأنت تجلس بمقهى فرنسا الشهيرة المحادية للكرة الأرضية بمدينة الدار البيضاء،تحس وكأن الأمور تغيرت وتبدلت.كثيرة هي الأحداث التي غابت عن الساحة وحتى المقهى الشهير بعدما كان يعج بالممتلين والمثقفين، وكل من يعتبر نفسه ينتمي لفئة التليجنسيا،لكن حين زرته أمس بدت لي الدار البيضاء على غير عاداتها حيث لا زحمة بالشوارع ولاكثرة الحركة والمركبات والدرجات بنوعيها ولا حتى أصوات الباعة والمارة تملأ هدوء المكان،بدت لي العاصمة الإقتصادية وكأنها تعيش على أثر حرب أثر ضنك عيش البسطاء ،وحتى المستتمرين،حيت المقاهي والفنادق والحانات والمطاعم فارغة على عروشها إلا من بعض القلة والتي تجلس بحذر وحيطة وحتى خوف فلا تكاد تجد شخص لا يحمل معه معقم يدين وحتى ناذل المقهى تجده يداعب الطاولات المفرغة بقطرات معقم إنظباطا وإلتزاما بالتعليمات، ومنح الزبون قسط من الراحة إنه زمن كورونا غير كل ملامح الحياة وأصبح البشر متوجسا حتى من أبسط السلوكيات.
غاب سخب ساحة الحسن التاني وحركية مارشي سنطرال ورواج الفضاء المحيط بالكرة الأرضية وصولا إلى مدخل وقيسارية المدينة القديمة ووجبات باب مراكش، هذه المحيطات والفضاءات إلى زمن قريب كانت تضم كل باحت عن لقمة عيش حيت النساء اللواتي يمتهن مهن النقش بالحناء وبائعات”البريوات”وأصحاب”طايب وهاري”وبائعي بطائق الهواتف الخلوية ،وإلى غير ذالك من أنشطة بسيطة كانت تعيش على رواج هذه الساحات.
لكن راحت كل هذه الأنشطة وأصبح المكان خال إلا من بعض المهرولين وسيارات ودرجات الأمن الوطني،وبدا لي الأمر واقعا مستمرا حين حاورت ذاك الصديق الذي يكاد لا يبرح المكان ويعرف حركات وسكنات المكان ولايكاد يفوته مستجد أو عنوان مطل بالجرائد الوطنية كما يعلم كذالك أخر عناوين الدواوين الشعرية والروايات وحتى النظريات إنه الكتبي الذي يتخد من زاويته المعروفة ركنا له،وصف لي الوضع بحسرة منقطعة النظير:بعدما كان المكان قبلة المغربي والأجنبي أصبحت الساحة إن لم نقل الساحات ميتة ولا رواج ولا حركة وتجد الباعة الجائلين أكتر من الزوار والمارة خصوصا بعض إنتشار باعة من صنف أخر إنهم أفارقة إفريقيا،ليستطرد قائلا بنبرة المثقف الواعي:هكذا حالنا منذ شهور،الكوفيد عطل كل شيء وعطل حتى سلوكيات وتعاطيات البشر وأصبح العالم معطل يتحدت لغة واحدة ويتجه سلوك واحد حتى، ويستشرف مستقبل الوصول إلى مصل أو لقاح،هكذا جعل الكوفيد معاناة البؤساء تتزايد بل تستنشق رائحة الموت في أي لحظة.