لدراسة موضوع المرأة ينبغي لنا أن ننسلخ من تلك العقلية الذكورية التي ترسخت وترسبت عبر مئات ومئات السنين.
وأيضا فهذا الموضوع أضحى مادة دسمة وأرضية خصبة تجدها غالبية الإطارات الجمعوية والسياسوية، ففي هذا السياق سندرس المرأة كونها إنسان قبل أن تكون أنثى، فالفضل كل الفضل لها يعود مما لها من دور أساسي في الحفاظ عن النوع البشري، وعلاوة على ذلك لها ينسب أعظم وأول إكتشاف ألا وهو “الزراعة”.
لم يكن هذا وفقط بل تعدى الأمر في المجتمعات البشرية الأولى سيطرة للأم حتى سميت تلك المرحلة بالمرحلة الأميسية، قبل ظهور مفهوم الزواج كان حتى الأبناء ينتسبون لأمهم لا لأبيهم، ولخير دليل على تحليلينا حكم المرأة في شمال إفريقيا، تحت يافطة الممالك الأمازيغية، ونأخذ هنا نموذجا الملكة “بويا” والقائدة في الجيش الأمازيغي”ديهيا” مرورا بما قدمته إبان دخول المستعمر الأجنبي إلى جانب جيش التحرير في المغرب.
وهذا لم تتراجع المرأة عموما مهما حاولت الرأسمالية الترويج لها على أنها آلة لتكاثر وتربية الأولاد، واستغلالها في إشهارات المنتوجات محوِّلةً إياها لماركة تجارية، فهي لازالت تقاوم لتجد نفسها وسط الأفكار الرجعية البالية،مقتحمة مجالات عديدة لتبرهن أنها ليس ضعيفة وغبية كما يدّعي أصحاب العقول البالية.
فلنحترم تلك الأم والأخت والزوجة والصديقة والزميلة، مهما كانت صفة القرابة إلا أن صفة الإنسان تسبق كل القرائن والعلاقات.