آخر الأخبارسياسة

في مناورة سياسية جديدة حزب الاستقلال يتنصل من حكومة اخنوش وسط تصاعد احتجاجات جيلz

اليقين/ نجوى القاسمي

يبدو أن التحالف الحكومي بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والاستقلال يعيش على وقع تصدعات حقيقية، بعدما كشفت احتجاجات “جيل z” هشاشة الأداء الحكومي وضعف حصيلة حكومة عزيز أخنوش في الملفات الاجتماعية الكبرى.
فما جرى خلال برنامج “نكونو واضحين” على القناة الثانية مساء الأحد، عرى واقع هذا التحالف أكثر مما غطاه. فبدل أن يدافع وزير التجهيز والماء والأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة عن حصيلة الحكومة التي ينتمي إليها، اختار أن يتحدث بصفته الحزبية فقط، متبرئا ضمنيا من المسؤولية الحكومية التي يتحملها حزبه، ومقدما نفسه كمعارض أكثر منه كعضو في الأغلبية.

هذا الموقف الذي بدا أقرب إلى الهروب السياسي منه إلى الوضوح، فهم على نطاق واسع بأنه إشارة إلى بداية تفكك الانسجام الحكومي، خاصة في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية التي تواجهها الحكومة بصمت وارتباك. فبركة، الذي يفترض أنه من المدافعين عن السياسات الحكومية، بدا في البرنامج وكأنه يريد أن يقول للرأي العام: لسنا نحن المسؤولين عن هذا الفشل.

واعترف نزار بركة، خلال تفاعله مع الانتقادات، بصعوبة تنفيذ الحكومة لجميع وعودها، خصوصا في ما يتعلق بالتشغيل، مرجعا ذلك إلى تداعيات الجفاف، والحرب الأوكرانية، و عدم قدرة القطاع الخاص على مواكبة وتيرة الاستثمارات العمومية .

وفي المقابل، يسعى رئيس الحكومة عزيز أخنوش إلى تخفيف الضغط على حزبه وتحميل شركائه في الائتلاف نصيبهم من الإخفاق، خصوصا وأن التجمع الوطني للأحرار يقود معظم الوزارات الإستراتيجية: الاقتصاد، الصحة، التعليم، الفلاحة، والسياحة. ومع ذلك، فالحصيلة تبقى باهتة، والوعود الانتخابية الكبيرة التي أطلقها في حملة 2021 ما تزال حبيسة الشعارات.

وقد تجلى هذا الارتباك بوضوح في الندوة الصحفية الأخيرة للناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، الذي ظهر لأول مرة رفقة ممثلين عن حزبي الأغلبية الآخرين، يونس السكوري وعبد الجبار الراشدي، في محاولة لتقديم جبهة موحدة أمام الرأي العام، بعد أن باتت احتجاجات جيل 2 تضع الحكومة في موقع الدفاع عن نفسها أكثر من أي وقت مضى.

باختصار، فإن نزار بركة، بصمته وعبارته أنا هنا كأمين عام لا كوزير، وجه رسالة سياسية واضحة: حزب الاستقلال لا يريد أن يدفع ثمن الفشل وحده، والانسجام الحكومي لم يعد سوى عنوان شكلي لتحالف يتهاوى تحت ضغط الشارع وغضب الشباب.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى