
تشهد الأسواق المغربية هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب على القمح الطري الفرنسي، إذ من المتوقع أن يستورد المغرب أكثر من ثلاثة ملايين طن، أي ما يعادل نحو 20 في المائة من إجمالي صادرات فرنسا من القمح الطري، وفق ما أفادت به وكالة “زيرنو أونلاين” الروسية المتخصصة في المعلومات الزراعية.
وتسعى فرنسا إلى رفع حصتها من واردات المغرب إلى 60 في المائة خلال الموسم الحالي، في وقت تشير تقديرات مجموعة “France Intercereales” إلى أن احتياجات المغرب الإجمالية قد تصل إلى 5 ملايين طن من القمح الطري، ومليون طن من القمح الصلب، ومليون طن من الشعير، إضافة إلى 2.5 ملايين طن من الذرة. وقد قام المغرب بالفعل بشراء نحو مليون طن من القمح الفرنسي منذ بداية السنة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تراجع صادرات أبرز الدول المنتجة للحبوب، حيث انخفضت صادرات روسيا من القمح بنسبة 23 في المائة خلال شهر شتنبر مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما تراجعت صادرات أوكرانيا بنسبة 25 في المائة.
وعلى الصعيد العالمي، سجلت أسعار القمح الفرنسي انخفاضًا إلى 227 دولارًا للطن، مقابل 226 دولارًا للأمريكي و230 دولارًا للروسي، مما يعكس حدة المنافسة في السوق الدولية للحبوب.
ويرى الخبراء المغاربة أن المملكة تواجه تحديًا مزدوجًا يتمثل في الاعتماد المتزايد على الاستيراد وضعف الإنتاج المحلي، إلى جانب تنامي الطلب على القمح الطري المستخدم في الصناعات الغذائية والمخابز، ما يبرز الحاجة الملحة إلى تعزيز الإنتاج الوطني وتطوير استراتيجية فعالة للأمن الغذائي.