
أكد جناح “خط الشهيد”، أحد التيارات المعارضة داخل جبهة البوليساريو، أن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب يشكل اليوم الخيار الواقعي والأنسب لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعد أكثر من نصف قرن من الصراع دون جدوى.
وأوضح الجناح في بيان له أن الأوضاع داخل مخيمات تندوف تشهد حالة من السخط المتزايد ضد القيادة الحالية للبوليساريو، بسبب ما وصفه بـ”عجزها المزمن” عن تحسين ظروف العيش أو تحقيق أي تقدم سياسي ملموس. وأضاف أن هذه القيادة ما زالت أسيرة خطاب قديم يعتمد على اتهام المغرب وتحميله المسؤولية عن فشلها الداخلي، بدل البحث عن حلول واقعية تنهي معاناة آلاف المحتجزين في المخيمات.
وأشار البيان إلى أن المغرب استطاع خلال العقود الماضية ترسيخ سيادته على أقاليمه الجنوبية، من خلال مشاريع تنموية كبرى غيّرت ملامح المنطقة، سواء عبر تطوير البنيات التحتية، أو إنشاء الجامعات والمستشفيات، أو تعزيز شبكات النقل والخدمات، ما جعل الصحراء نموذجًا في الاستقرار والنمو داخل المنطقة المغاربية.
كما انتقد جناح “خط الشهيد” تمسك قيادة البوليساريو بمواقعها وتأجيلها المستمر لعقد مؤتمراتها الداخلية، بهدف الحفاظ على نفوذها داخل المخيمات، في وقت واصل فيه المغرب كسب تأييد متزايد من دول كبرى لمبادرته الخاصة بالحكم الذاتي، وهو ما أدى إلى تراجع الدعم الدولي للجبهة وفقدانها الاعتراف من عدد من الدول.
وأضاف المصدر أن الكثير من سكان المخيمات باتوا يعبّرون عن رغبتهم في حل يضمن الكرامة والاستقرار، معتبرين أن مبادرة الحكم الذاتي المغربي تمثل مخرجًا واقعيًا ومنصفًا، في انتظار موقف واضح من الجزائر التي تتحمل كلفة مادية وسياسية كبيرة بسبب استمرار هذا النزاع.
وختم البيان بالتأكيد على أن استمرار القضية دون حل كلّف المنطقة المغاربية أثمانًا بشرية واقتصادية باهظة، وساهم في تعطيل حلم بناء اتحاد مغاربي موحد، داعيًا إلى إرادة سياسية جادة لإنهاء هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي.
We Love Cricket