
بدأت مطارات الاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، في تنفيذ نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES)، الذي يمثل مرحلة جديدة في رقمنة إجراءات السفر والمراقبة الحدودية، بعد سلسلة من التأجيلات التي استمرت لعدة سنوات.
ويهدف هذا النظام إلى تسجيل بيانات المسافرين القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي بشكل إلكتروني، بما في ذلك البيانات البيومترية مثل بصمات الأصابع وصور الوجوه، عوضاً عن الطريقة التقليدية التي تعتمد على ختم جوازات السفر يدوياً.
ووفق ما أوضحته المفوضية الأوروبية، فإن نظام EES صُمم لتسريع عمليات التفتيش وتحسين كفاءة المراقبة على الحدود، عبر تتبع دقيق لتحركات المسافرين القادمين والمغادرين، مما يسهم في تعزيز الأمن داخل فضاء شنغن.
وسيُطلب من مواطني الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو منطقة شنغن، تسجيل معلوماتهم البيومترية عند أول دخول لهم إلى إحدى الدول المشاركة في النظام، وتشمل هذه البيانات الاسم، رقم الجواز، بصمات الأصابع، صورة الوجه، وتواريخ الدخول والخروج.
ومن المقرر أن يُعمم النظام تدريجياً خلال الأشهر المقبلة، على أن يكتمل تنفيذه بشكل كامل بحلول 10 أبريل 2026. وسيُطبق في 25 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الدول الأربع المرتبطة بمنطقة شنغن (آيسلندا، ليختنشتاين، النرويج، وسويسرا)، بينما ستواصل إيرلندا وقبرص استخدام نظام ختم الجوازات التقليدي.
وعند وصول المسافرين لأول مرة بعد بدء العمل بالنظام، سيُطلب منهم استخدام محطة تسجيل ذاتية لإدخال بياناتهم البيومترية، مع استثناء الأطفال دون 12 عاماً من تقديم بصمات الأصابع. وستُحفظ هذه المعلومات في قاعدة بيانات أوروبية موحدة لتتبع مدة الإقامة وضمان احترام الحد الأقصى المحدد بـ 90 يوماً داخل كل فترة 180 يوماً داخل فضاء شنغن.
وأكدت المفوضية أن النظام الجديد لا يُلغي دور عناصر الأمن في التفتيش، لكنه سيُقلل من الإجراءات الورقية، ويحد من التزوير وتجاوز فترات الإقامة القانونية.
ويرى خبراء أن اعتماد نظام EES يشكل قفزة نوعية نحو رقمنة الحدود الأوروبية، بما يعزز الأمن والانسيابية في حركة المسافرين، رغم استمرار المخاوف بشأن حماية البيانات الشخصية والخصوصية الرقمية.