اليقين / نجوى القاسمي
يعيش طلبة شعبة Sciences Biomédicales في عدد من الجامعات المغربية حالة من القلق والغضب مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد، بعد إعلان قرار مفاجئ يقضي بإلغاء التخصص واستبداله بمسمى عام هو Biologie et Santé.
الطلبة وصفوا القرار بالارتجالي وغير المدروس، مؤكدين أنه يمثل مساسا بهوية التكوين الجامعي الذي اختاروه عن قناعة، وأنه سيؤثر سلبا على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.وأكد عدد من الطلبة أن التغيير جاء دون استشارتهم أو إشراكهم، محذرين من فقدان الدبلوم لقيمته المهنية والعلمية، خصوصاً أن تخصص Sciences Biomédicales يحظى باعتراف واسع في سوق الشغل داخل المغرب وخارجه، ويفتح آفاقا في مجالات مثل المختبرات الطبية، البحث العلمي، وشركات التحاليل البيولوجية.
وأشاروا إلى أن الاقتصار على مسمى Biologie et Santé سيحوّل الدبلوم إلى مسار أقرب إلى العلوم العامة، ما قد يقلص فرص التشغيل واستكمال الدراسة في التخصصات الطبية الدقيقة. كما حذروا من ضياع مواد علمية أساسية مثل علم المناعة، الميكروبيولوجيا الطبية، وعلم الدم، مقابل إدراج مواد بعيدة عن المجال الصحي، مثل علم النبات والجيولوجيا، ما يفقد التكوين طابعه التطبيقي والطبي.
كما أعرب الطلاب عن تخوفهم من تراجع الاعتراف الدولي بالدبلوم، خاصة في الدول التي تعتمد مصطلح Biomédical معياراً أساسياً لمعادلة الشهادات أو قبول متابعة الدراسة، مؤكدين أن غياب الحوار مع الطلبة والهيئات التمثيلية يزيد من حدة الاحتقان داخل الوسط الجامعي.
وفي هذا السياق، طالب الطلبة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتراجع عن القرار وفتح نقاش جاد ومسؤول حول مستقبل التكوين في المجال البيوميديكالي، حفاظا على جودة التعليم وضمان عدالة أكاديمية ومهنية بين التخصصات
.وفي المقابل، يرى الطلبة أن القرار الأخير بإلغاء تخصص Sciences Biomédicales يهدد بتحويل التكوين إلى مسار عام غير متخصص، ما قد يعمّق أزمة نقص الكفاءات الصحية ويضعف قدرة المغرب على مواجهة تحديات الصحة العمومية.
We Love Cricket
