
اليقين/ نجوى القاسمي
في مشهد استثنائي شهدته منطقة أغبالو بإقليم ميدلت، جرى اليوم الأربعاء استخراج جثمان الطفل الراعي محمد بويسليخن، المعروف إعلاميًا باسم “محمد إينو”، وذلك تنفيذا لأمر قضائي صادر عن قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالرشيدية، في إطار مواصلة البحث في ملابسات وظروف الوفاة التي أثارت جدلاً واسعًا في الشارع والرأي العام الوطني.
وأوضح المحامي صبري الحو، دفاع عائلة الطفل، في تصريح لجريدة اليقين، أن القرار القضائي الذي أصدره قاضي التحقيق رخص للفرقة الجهوية للدرك الملكي بالرشيدية باستخراج الجثمان، بعد إخبار والديه والسلطات المحلية والطبيب الشرعي، قبل نقله إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء. الهدف من هذه الخطوة،
بحسب المتحدث، هو إخضاع الجثة لفحص طبي شرعي جديد من طرف لجنة ثلاثية متخصصة في الطب الشرعي، للتأكد مما إذا كانت تحمل علامات عنف أو آثار ضرب وتعذيب.
وشهدت مقبرة أغبالو حضورا مكثفا لمختلف المتدخلين الذين أمر قاضي التحقيق بمشاركتهم في العملية، إلى جانب حضور عدد كبير من ساكنة المنطقة ووسائل الإعلام المحلية والوطنية. ووصف المحامي هذا اليوم بـ“الاستثنائي”، معتبرا أن هذا الإجراء سيكون محوريا في تكوين قناعة قاضي التحقيق بشأن ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن جريمة قتل أو لأسباب أخرى
وأشار الحو إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد الاستماع إلى مجموعة من الشهود، على أن يتم الاستماع لبقية الشهود يوم الخميس. كما شدد على أن السلطات القضائية “تستخدم كل الوسائل القانونية المتاحة لكشف الحقيقة وإقامة العدل، سواء تعلق الأمر بمعاقبة الجناة إن ثبت تورطهم، أو حماية حريات الأفراد إن لم تتوفر أدلة قاطعة”.
وأكد المحامي أن العدالة المغربية تتحرك بحذر ومسؤولية، قائلا: “كما أن الحق في الحياة مقدس، فإن الحرية أيضًا مقدسة، ولا يمكن حرمان أي شخص منها دون دليل واضح”.
وتعد عملية استخراج الجثمان وإعادة التشريح مرحلة حاسمة في مسار التحقيق، قد تشكل الأساس لإجراءات قضائية لاحقة، في قضية يتابعها الرأي العام المغربي عن كثب.