
اليقين/ نجوى القاسمي
بعد أن وجدت نفسها خارج الزمن الدبلوماسي والسياسي، عادت جبهة البوليساريو لتصدر ما سمته بـالمقترح الموسع محاولة تقديمه كإطار جديد للنقاش حول الصحراء المغربية. لكن سريعا يتضح أن هذا البيان لا يخرج عن إطار المناورات التقليدية للجبهة، ولا يقدم أي حلول عملية، بل يكاد يكون إعادة تدوير للمواقف القديمة تحت غطاء دبلوماسي مزيف.
البوليساريو، التي فقدت حضورها الميداني والدبلوماسي، يبدو أنها تسعى من خلال هذا المقترح لاستعادة بعض الواجهة الإعلامية المفقودة. إلا أن محاولتها تبدو باهتة، فالمبادرة لم تجذب أي اهتمام دولي جاد، ولم تغير شيئاً من الواقع الذي يفرضه الاعتراف الدولي الواسع بالمقترح المغربي للحكم الذاتي كحل عملي ونهائي للنزاع.

لا يمكن فصل هذا التحرك عن الدور الجزائري الذي يظهر من خلاله بوضوح استمرار التبعية السياسية لجبهة البوليساريو. فالمخابرات الجزائرية تبدو حريصة على إبقاء النزاع مستمراً كوسيلة للضغط السياسي والابتزاز، في حين أن الواقع الإقليمي بات يشير إلى جدية الموقف الأمريكي والأوروبي الداعم للحل المغربي القائم على الحكم الذاتي، مما يزيد من عزلة الجبهة ويدفعها للاختباء خلف شعارات بالية.
في هذا السياق، يظهر أن ما يُسمى بالمقترح الموسع ليس سوى محاولة لإطالة أمد نزاع استنزف المنطقة لعقود، بينما المملكة المغربية تمضي بخطى ثابتة نحو التنمية في أقاليمها الجنوبية وترسيخ الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي. فبينما الجبهة تحاول استعادة دور إعلامي ضئيل، تثبت الممارسة الميدانية والدبلوماسية المغربية أنها الطرف الأكثر جدية وواقعية في البحث عن حل نهائي وسلمي للنزاع.
من هنا، يمكن القول إن مقترح البوليساريو، مهما حاولت تلميعه أو تقديمه كخطوة حسن نية، لا يقدم أي إضافة حقيقية للبحث عن حل عملي، ويعكس في الوقت ذاته استمرار سياسة الالتفاف على الحقائق الدولية والميدانية، فيما يظل الإطار المغربي للحكم الذاتي هو المرجعية الواقعية والوحيدة التي تلقى قبول المجتمع الدولي.
We Love Cricket