
لم يعد اسم راضي الليلي يتردد اليوم إلا باعتباره مثالًا على السقوط المهني والأخلاقي، بعدما اختار طوعًا أن يتحول من إعلامي مغربي إلى صوتٍ مأجور يخدم أجنداتٍ معادية للوطن.
الرجل الذي غادر المغرب متذرعًا بشعاراتٍ من قبيل “حقوق الإنسان” و“الدفاع عن الصحراويين”، سرعان ما كشف عن وجهه الحقيقي كأداةٍ دعائية في يد خصوم المغرب، مسخّرًا خطابه لمهاجمة مؤسسات الدولة المغربية والتشكيك في وحدتها الترابية، خدمةً لأطراف إقليمية معروفة، وعلى رأسها النظام الجزائري.
وعلى امتداد سنوات، حاول الليلي تضليل الرأي العام من خلال رواياتٍ مفبركة واتهاماتٍ لا تستند إلى أي أساس، مردّدًا خطابًا مستهلكًا تبثه قنوات ومنصات تابعة لأجهزة دعاية خارجية. لكن تلك المحاولات سرعان ما فقدت بريقها، بعدما انكشف زيفها أمام وعي المغاربة وإدراكهم لحقيقة النوايا التي تحركها.
ومع التحولات الدولية الأخيرة التي عززت الاعتراف المتنامي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتزايد التأييد الدولي لمبادرة الحكم الذاتي كحلٍّ وحيدٍ وواقعي للنزاع المفتعل، انهارت أطروحات الانفصال، وفقدت الأصوات المرتبطة بها كل مصداقية. فالمجتمع الدولي يرى اليوم في المغرب شريكًا استراتيجيًا في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي، لا طرفًا في نزاع تجاوزه الزمن.
في هذا السياق، لم يكن سقوط راضي الليلي سوى نتيجة حتمية لمسارٍ اختار فيه الاصطفاف ضد وطنه. فبعد أن تراجع تأثيره واندثرت شعبيته، لم يعد حضوره يتجاوز بعض المنابر الهامشية التي تمولها جهات معروفة بعدائها للمغرب. لقد لفظه الشارع المغربي، كما لفظته المهنة التي أساء إليها بتخليه عن قيمها وأخلاقياتها.
إن الهروب إلى الخارج أو التستر خلف شعاراتٍ براقة لا يمكن أن يبرر خيانة المبدأ والكلمة. فالمغاربة لا ينسون من اختار الوقوف ضد وطنه، مهما حاول الاختباء وراء الأقنعة.
واليوم، يواصل المغرب مسيرته بثبات نحو التنمية وتعزيز موقعه الدبلوماسي، فيما تتكشف الحقائق وتسقط الأقنعة عن كل من جعل من القضايا الوطنية وسيلةً لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية. راضي الليلي لم يخسر فقط مهنته، بل خسر احترام وطنٍ لم يغفر له أن باع صوته لغير أهله.
We Love Cricket




