
اليقين/ نجوى القاسمي
تواجه فئة مربي الدواجن بالمغرب صعوبات كبيرة تهدد استمرارية أنشطتهم، في ظل ارتفاع تكاليف الإنتاج وغياب رقابة فعّالة على قطاع الأعلاف والكتاكيت. وتشير الجمعية الوطنية لمربي الدجاج إلى أن التجاهل الممنهج من طرف وزارة الفلاحة ساهم في تغول بعض الشركات الكبرى على السوق، بما أثر بشكل مباشر على صغار ومربي الدواجن المتوسطين، وكذلك على القدرة الشرائية للمستهلكين.
وأكد محمد عبود، من الجمعية الوطنية لمربي الدجاج، في تصريح لموقع اليقين أن تكلفة الأعلاف والكتاكيت بالمغرب تجاوزت الحدود المعقولة، حيث يصل ثمن الكتكوت إلى أكثر من 14 درهم للواحد، في حين أن تكلفة الدول الأوروبية لا تتجاوز 12 درهم، على الرغم من أن سوق الأعلاف الدولية مفتوح للجميع. وأوضح أن غياب المنافسة والمراقبة سمح لهذه الشركات بفرض أسعارها دون وجود بدائل، مما زاد من صعوبة الاستمرار بالنسبة للمربين الصغار والمتوسطين.

وأشار عبود إلى أن وزير الفلاحة اعتمد محاورته من داخل الشركات المنضوية تحت لواء الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن، وتم توقيع عدد من البرامج ضمن مخططي المغرب الأخضر والجيل الأخضر بهدف خفض تكاليف الإنتاج إلى أقل من 8 دراهم للكتكوت. غير أن الواقع العملي أظهر أن هذه البرامج لم تُحدث التغيير المرجو، إذ بلغت الخسائر المالية للمربين ما يفوق 530 مليار سنتيم إلى حدود غشت 2020، قبل أن ترتفع تكاليف الإنتاج بشكل حاد سنة 2024.
وأوضح المتحدث أن ارتفاع أسعار الأعلاف والكتاكيت جاء متزامنًا مع ارتفاع الأسعار في البورصة الدولية سنة 2022، مما فاقم من الضغوط على المربين المحليين، وجعل القدرة على المنافسة في السوق صعبة للغاية، خاصة أمام الشركات الكبرى التي تفرض أسعارها على حساب المربين الصغار والمتوسطين والمستهلك النهائي.
واختتم عبود مداخلته بالدعوة إلى تحرك عاجل للوزارة الوصية لتعزيز الرقابة، وضمان منافسة عادلة، وخفض تكاليف الإنتاج بما يضمن استدامة القطاع وحماية المستهلكين والمربين على حد سواء، مؤكدا أن عدم التدخل قد يؤدي إلى مزيد من الإفلاس وارتفاع الأسعار في السوق المحلي.
We Love Cricket




