وزير الفلاحة من الملتقى الدولي للتمور:إنتاج التمور يرتفع إلى 160 ألف طن والواحات تستعيد عافيتها

في أجواء من الإشعاع التنموي، تتجه الأنظار نحو الملتقى الدولي للتمر بالمغرب، الذي يشكل محطة سنوية للاحتفاء بثقافة الواحات وتثمين محصول التمور كأحد رموز التراث الزراعي والاقتصادي الوطني. هذا الحدث الذي يحظى برعاية واهتمام خاص من جلالة الملك محمد السادس، يجسد رؤية ملكية واضحة لدعم المناطق الواحية وتعزيز دورها في التنمية المستدامة.

وفي هذا السياق، أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات أن الخطاب الملكي السامي أمام البرلمان تضمن توجيهات دقيقة للحكومة من أجل النهوض بمناطق الواحات، بالنظر إلى أهميتها الحيوية، سواء في المجال الاقتصادي أو الثقافي. وأضاف أن الوزارة، في إطار استراتيجية المغرب الأخضر، ستواصل مواكبة الفاعلين المحليين من منتجين، نساء، وشباب، من أجل تطوير هذا القطاع وتحسين مردوديته.
وكشف الوزير أن إنتاج التمور لهذه السنة يُتوقع أن يبلغ 160 ألف طن، بزيادة تُقدر بـ 55 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، وهو ما يعكس استعادة الواحات لعافيتها الإنتاجية، مع الأمل في أن تسهم أمطار الخير المرتقبة في مضاعفة المحصول خلال الموسم المقبل.
ويخصص المعرض أقطابا متنوعة لإبراز غنى الواحات، من بينها قطب الجهات الذي يسلط الضوء على المناطق الأربع الرئيسية المنتجة للتمور: درعة-تافيلالت، الجهة الشرقية، سوس-ماسة، وكلميم-واد نون. أما قطب تربية المواشي، فيعرض أجود السلالات المحلية من الأغنام والماعز، فيما تشكل الرحبة، الممتدة على مساحة 3000 متر مربع، القلب التجاري للمعرض، حيث تعرض التعاونيات منتجاتها من التمور ومشتقاتها.
كما يبرز قطب المنتجات المجالية ثراء الإنتاج المحلي عبر مساحة 300 متر مربع، إلى جانب قطب عوامل الإنتاج الذي يجمع مقاولات متخصصة في الأسمدة، الشتائل، معدات الري، الطاقات المتجددة، وأدوات الفلاحة الحديثة. ولم يغفل المنظمون فضاءً مخصصاً للأطفال يتيح لهم اكتشاف عالم الواحات بطريقة تفاعلية تجمع بين التعليم والمتعة.
ويُنتظر أن يكون البرنامج الموازي للمعرض غنيا ومتنوعا، من خلال ندوات علمية وورشات فكرية وأنشطة ثقافية تروم تبادل التجارب وبحث حلول مبتكرة لتحديات التنمية المستدامة.
كما ستنظم وكالة التنمية الفلاحية ومجموعة القرض الفلاحي للمغرب منتدى للاستثمار تحت شعار: “الاستثمار المسؤول من أجل تنمية نخيل التمر والواحات”، بمشاركة مؤسسات وفاعلين اقتصاديين وطنيين ودوليين، إلى جانب لقاءات ثنائية (B2B) لتعزيز الشراكات بين مختلف المتدخلين.
تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الدولي للتمر بالمغرب يستمد جذوره من “موسم التمور بتافيلالت” الذي أحدث بظهير شريف سنة 1940، وحظي سنة 1957 بزيارة الملك الراحل محمد الخامس. وفي 2010، واحتفاء بالذكرى السبعين للموسم، جاءت التوجيهات الملكية السامية لتنظيم أول نسخة من الملتقى في حلته الجديدة، ليتحول اليوم إلى منصة دولية رائدة لتثمين التمور وتكريم إنسان الواحات.
We Love Cricket




