اليقين/نجوى القاسمي
أثار موقف باكستان في مجلس الأمن الدولي، المتمثل في امتناعها عن التصويت على القرار الأمريكي الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، موجة استغراب واسعة وتفاعل شعبي كبير داخل المغرب وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
وخلال جلسة التصويت على القرار رقم 10030، ألقى ممثل باكستان، العضو غير الدائم في المجلس، خطابا وُصف بالعدائي، اعتبر فيه أن النص الأمريكي م يشمل آراء جميع الأطراف، وهو ما اعتبره العديد من المتابعين خروجا عن الموقف المنتظر من بلد يعاني بدوره من محاولات انفصال في إقليم كشمير.
ورأى مراقبون أن الامتناع الباكستاني عن التصويت يُترجم ارتباكا في السياسة الخارجية لإسلام آباد، ومحاولة منها لتجنب الاصطدام بأي طرف ضمن التوازنات الجيوسياسية الحالية، لاسيما بين شركائها الخليجيين وعلاقاتها المتنامية مع قوى آسيوية.
وفي المقابل، اعتبر محللون أن الموقف الباكستاني لا ينسجم مع علاقاتها التقليدية بالمغرب، ولا مع مواقفها السابقة المنسجمة مع القضايا العربية والإسلامية العادلة، مشيرين إلى أن هذا السلوك الرمادي قد يضعف من رصيد الثقة السياسية بين البلدين.
ورغم الموقف الباكستاني، فقد تم اعتماد القرار الأممي بدون أي معارضة، في خطوة اعتُبرت انتصارا دبلوماسيا جديدا للمغرب، وترسيا لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي للنزاع الإقليمي المفتعل، في وقت تتواصل فيه عزلة الأطروحة الانفصالية وتعزز مكانة المملكة كفاعل محوري في استقرار شمال إفريقيا والمنطقة المغاربية.
We Love Cricket
