اليقين/نجوى القاسمي
في خطوة احتجاجية جديدة، عدد من ضحايا برنامج “فرصة” نظموا اليوم وقفة وطنية صباح يوم الخميس 13 نونبر 2025 أمام مقر وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالرباط، تحت شعار “وقفة الكرامة”، تعبيرا عن استيائهم من ما وصفوه بـالتنكر الحكومي لحقوقهم” واستمرار تجاهل معاناتهم الممتدة منذ أكثر من عامين.
ويؤكد المنظمون أن هذه الوقفة تأتي بعد سلسلة من التحركات الميدانية والنداءات التي وجهت إلى الوزارة دون أي تجاوب فعلي، معتبرين أن الجهة المشرفة على البرنامج تواصل التهرب من مسؤولياتها الإدارية والتدبيرية في معالجة مئات الملفات العالقة، رغم الوعود المتكررة بحل الإشكالات المالية والتنظيمية.
وفي تصريح لموقع اليقين، قال رشيد ملحاج، الأمين العام للجمعية المغربية لمقاولي الشباب، إن البرنامج فقد روحه الأصلية وانحرف عن أهدافه المعلنة، موضحا أن العديد من المستفيدين المفترضين فوجئوا بسرقة بياناتهم الشخصية من طرف بعض الشركات الحاضنة، حيث تم تسجيل مشاريعهم باسم أشخاص آخرين دون علمهم.
وأضاف ملحاج أن هذه التجاوزات تشكل نوعا من التزوير الإداري الخطير الذي يمس مصداقية البرنامج ومبدأ تكافؤ الفرص”، مؤكدا أنه شخصيا اكتشف أن مشروعه الذي قدمه في إطار برنامج “فرصة” ظهر باسم شخص آخر داخل إحدى الشركات الحاضنة قائلا
قدمت مشروعي المتعلق بالتسويق الرقمي والمعلوميات، لكنني فوجئت بأن نفس المشروع مسجّل باسم شخص آخر يحمل اسما مختلفا هذا أمر أعتبره تزويراً في حقي وحق العديد من الشباب الذين عانوا مثلي”.
وأوضح المتحدث أن الشركات الحاضنة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في هذه الاختلالات، مشيرا إلى أن الوزارة تبرّر التأخير والمشاكل التقنية بوجود عراقيل داخل هذه الحاضنات، في حين أن الشباب لا يعنيهم ذلك، لأنهم سجلوا في البرنامج من أجل الحصول على تمويل مشاريعهم وليس لمتابعة مشاكل المؤسسات الوسيطة.
وشدد ملحاج على أن المحتجين لا يطالبون سوى بحقوقهم المشروعة، والمتمثلة في تمكينهم من التمويلات التي وُعدوا بها بعد اجتيازهم مراحل الانتقاء والمصادقة على المشاريع، قائلاً:
لقد مرت سنة ونصف ونحن نعتصم أمام وزارة السياحة للمطالبة بحقوقنا. وُعدنا بالتمويل، لكن لا شيء تحقق. كل مرة يقال لنا صبروا… والنتيجة هي التماطل والتجاهل
كما انتقد استمرار الحكومة في إطلاق برامج جديدة دون حل مشاكل البرامج السابقة، قائلا
كل مرة يخرج برنامج جديد بميزانية ضخمة، بينما برنامج ‘فرصة’ مازال عالقا، وشبابه ينتظرون منذ أكثر من عامين. هل يُعقل أن تبقى ملفاتنا دون تمويل ونحن استوفينا كل الشروط القانونية والإدارية؟”
ويؤكد المحتجون أن المعركة لن تتوقف إلى حين الاستجابة لمطالبهم، داعين الوزارة إلى التحلي بالمسؤولية والشفافية في تدبير هذا الملف، خاصة أن عددا من المشاريع الممولة جزئياً لم تر النور بسبب توقف الدعم، ما تسبب في خسائر مادية ومعنوية للمقاولين الشباب.
ويُذكر أن برنامج فرصة، الذي أطلقته الحكومة سنة 2022، يهدف إلى دعم الشباب حاملي المشاريع الصغيرة عبر تمويلات بدون فائدة ومواكبة مهنية من طرف شركات حاضنة، غير أن تأخر صرف التمويلات وتزايد الشكاوى من سوء التدبير جعلا منه موضوعا للجدل والاحتجاج المتواصل.
We Love Cricket
