آخر الأخبارمجتمع

فيديو أطفال الشوارع يفضح هشاشة منظومة حماية الطفولة

اليقين/نجوى القاسمي

في مشهد صادم أعاد فتح جراح الطفولة المهمّشة، وثّق مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي لحظاتٍ مؤلمة لطفلين بلا مأوى يتعرضان للاعتداء من طرف أطفال آخرين في قلب العاصمة الرباط قبل أن يعودا إلى مرقدهما البائس، يطويان أجسادهما الصغيرة داخل قطع من الكرتون اتخذوها لحافا يصد شيئا من قسوة الليل.

مقطع هزّ مشاعر المغاربة، ودفع رواد الشبكات الاجتماعية إلى دق ناقوس الخطر حول ظاهرة الأطفال في وضعية الشارع التي تستفحل عاما بعد آخر.

خلف واجهات المدينة الهادئة، يعيش عشرات الأطفال يوميات قاسية تتكرر كطقسٍ مر؛ يتجولون نهارا بين الأزقة بحثا عن لقمة تسد رمقهم، ثم يعودون بعد غروب الشمس إلى الأرصفة نفسها، يفترشون الأرض بحثًا عن دفءٍ مفقود، يتعرضون للعنف والاستغلال، ويكابدون الجوع والخوف، في حياةٍ بلا حماية ولا سند.

وعبّر نشطاء عن صدمتهم من استمرار هذه المشاهد في وقت تستعد الرباط لاحتضان تظاهرات دولية كبرى، إذ أظهر أحد المقاطع طفلا نائما على الرصيف بينما تضيء شاشة العد التنازلي لكأس أمم إفريقيا خلفه في تناقضٍ يختصر فجوة الواقع.

وزارة التضامن تستعرض جهودها لحماية الطفولة… والشارع يكشف ثغرات الواقع

أشارت الوزيرة نعيمة بن يحيي إلى تعميم إحداث 82 لجنة إقليمية لحماية الطفولة بقرارات من العمال، مع وضع مسارات موحدة للتكفل بهذه الفئة الهشة، تحدد مسؤوليات المتدخلين في كل مراحل التدخل من الوقاية إلى الإدماج.

وأكدت الوزيرة أن هذه الهياكل ساهمت في إدماج حوالي 1400 طفل وطفلة في وضعية شارع على الصعيد الوطني خلال سنة 2024، في حين بلغ عدد الأطفال المستفيدين من الإسعافات الاجتماعية خلال النصف الأول من سنة 2025 ما مجموعه 1099 طفل وطفلة، استفادوا من مختلف الخدمات.

وتعمل الوزارة بالتوازي على بلورة سياسة أسرية جديدة تراعي المصلحة الفضلى للطفل، إضافة إلى تطوير برامج التربية الوالدية الإيجابية والوساطة الأسرية، التي انطلقت دوراتها الأولى بالفعل بهدف تمتين الروابط الأسرية والحد من تفكك البيئات الحاضنة للأطفال.

ورغم البرامج والمبادرات، يظل الفيديو المتداول تذكيرا صارخا بأن أطفال الشوارع ما زالوا ينامون في العراء على بعد أمتار من لوحات مضيئة ومشاريع عملاقة، وأن حماية الطفولة تحتاج إلى إجراءات حقيقية تتجاوز التصريحات إلى حلول ملموسة تعيد لهؤلاء الصغار حقهم في الأمان والكرامة والانتماء.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى