
اليقين/نجوى القاسمي
في حديثه خلال المحطة السابعة من برنامج مسار الإنجازات بجهة الدار البيضاء سطات، حرص عزيز أخنوش على تقديم نفسه وحزبه على أنهم القوة المحركة للتغيير والتنمية بالمغرب، مستعرضًا ما وصفه بـالإنجازات الكبرى للحزب والحكومة.
ومع ذلك، تبدو هذه الخطابات في كثير من الأحيان حملات تواصلية متواصلة تركز على استعراض العمل الباهر للحزب، دون تقديم مؤشرات موضوعية وموثوقة تدعم هذه الادعاءات.
رغم تأكيده على أن التغطية الصحية أصبحت شاملة، وأن ملايين المواطنين استفادوا من زيادات في الأجور، إلا أن البيانات التفصيلية حول أثر هذه الإجراءات على جودة الحياة ومستوى العدالة الاجتماعية غير متوفرة، مما يطرح تساؤلات حول مدى انعكاس هذه الإجراءات على الواقع اليومي للمواطنين.
كما ركز الخطاب على نجاح البرامج السكنية وتحسين جودة العيش، إلا أن تقارير مستقلة تشير إلى أن عددا من المواطنين ما زال يواجه صعوبات في الحصول على سكن لائق، وأن برامج الدولة لم تُغلق فجوات الفقر وعدم المساواة في العديد من المناطق. بالتالي، يبقى ما ورد مجرد رسائل تسويقية سياسية أكثر منها تقييما حقيقيا للإنجازات.
الحديث عن جهة الدار البيضاء سطات كمحرك أساسي للتنمية يعكس أيضا تركيزا على الرمزية أكثر من الواقع العملي، إذ لم تُستعرض مؤشرات دقيقة حول مستوى الاستثمار، خلق فرص الشغل، أو تقليص المديونية بالمقارنة مع ما هو معلن.
كما أن التأكيد على أن حزب الأحرار يواصل العمل بفضل ثقة الملك والمواطنين، يبدو في طياته خطابا استعراضيا يهدف لتعزيز الصورة أكثر من توضيح نتائج ملموسة . إن الاستعراض المستمر للإنجازات دون بيانات دقيقة أو أرقام موثوقة يحول الخطاب إلى حملة تواصلية غير قابلة للتحقق، مما يقلل من مصداقيته لدى المتابعين.
باختصار، ما ورد في حديث أخنوش يمكن اعتباره محاولة متواصلة للترويج السياسي عبر استعراض إنجازات مبهمة، بينما لا تتوفر مؤشرات موضوعية حقيقية يمكن أن تؤكد أن هذه الإنجازات قد أثرت بشكل ملموس على حياة المواطنين، أو أن الرؤية الحكومية تحققت بالفعل .
We Love Cricket




