
عاد ملف غزة إلى واجهة الجدل الدولي بعد أن أثار موقف الجزائر في مجلس الأمن غضباً داخل حركة “حماس”، إثر تصويتها لصالح المقترح الأمريكي ضمن 13 دولة دعمته، رغم المساعي التي بذلتها الحركة قبل أيام لدفع الجزائر نحو رفضه.
ووفق ما نقلته صحيفة “إسرائيل هايوم”، عبّرت مصادر مقربة من حماس عن خيبة أمل كبيرة من الخطوة الجزائرية، معتبرة أن تأييدها للقرار يمنح “غطاءً دولياً لفرض وصاية على غزة”، وهو ما اعتبرته الحركة تراجعاً عن المواقف العربية التقليدية التي كانت تراهن عليها، خصوصاً في ظل شعور فلسطيني عام بالخذلان بعد التطورات الأخيرة في القطاع.
في المقابل، برّرت الجزائر تصويتها بكونه يستند إلى ثلاثة محاور رئيسية: تثبيت وقف إطلاق النار، حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، ثم تهيئة الظروف لإعادة إعمار غزة. وأشار وزير خارجيتها أحمد عطاف خلال مؤتمر صحفي إلى وجود نواقص في المقترح الأمريكي، لكنه شدد على أن الأولوية الإنسانية فرضت دعمه.
غير أن هذه التبريرات قوبلت بانتقادات واسعة داخل الجزائر وخارجها، إذ اعتبرت حركة مجتمع السلم أن الموقف لا ينسجم مع التاريخ الدبلوماسي الجزائري في مناصرة القضية الفلسطينية، مؤكدة أن أي مسار للسلام ينبغي أن يقوم على إنهاء الاحتلال وضمان الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، بما فيها حقه في المقاومة.
مصدر فلسطيني مقرّب من حماس قال إن الحركة فوجئت بما وصفه بـ“تجاهل جوهر القضية”، مضيفاً: “يريدون قوة دولية لنزع سلاح المقاومة، وكأنهم لا يدركون أن نزع السلاح هو نزع للروح”، في إشارة إلى تخوفات من أن يمهّد القرار لتغييرات عميقة في موازين القوى داخل القطاع وربما في مستقبل المقاومة نفسها.
هذا الجدل يعكس الفجوة المتزايدة بين الموقف الرسمي الجزائري وبين مواقف الأحزاب والمجتمع المدني، الذي لا يزال يعتبر القضية الفلسطينية ثابتاً مركزياً ويرفض أي خطوة قد تُفهم كتقارب مع مشاريع دولية يُخشى أن تمس بحقوق المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
We Love Cricket




