حينما يُصبح الإعلام أصفرا ماذا تنتظر منه ؟ متى يتوقف الإعلام المأجور عن الإستخفاف بعقل المواطن المغربي ؟ متى يكون الإعلام عامل بناء يحث المجتمع المغربي على التقدم والتنمية والتماسك ويؤدي رسالته النبيلة.
لأن الإعلام النزيه المهني هدفه واضح، يعرض القضايا عرضا أمينا، ويقف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف التي يتعامل معها، فلا يجامل طرفا على حساب الآخر، ولا يتحامل عليه، لأن كل همه الوصول إلى الحقيقة، فليس همه إحداث السبق الصحفي، ولا هدفه تشويه فصيل يختلف معه في الرؤى، ولا يستخدم إعلامه من أجل تحقيق مآرب شخصية أو مؤسسيَّة.
فكم من شخصيات ارتقت وأصبحت ذات ثقل سياسي، كان وراؤها قلم أسود مبتور مباع في سوق الصحافة الصفراء، فتزوير الحقائق وتغير الواقع، والإستخفاف بالعقول التي أصبحت شبه غائبة عن الوجود، وترويج الأكاذيب ونهش أعراض الناس واقتحام خصوصياتهم، التي لم نعد نستحي منها حتى فقدت المصداقية، فكم من مجتمعات سقطت بفعل إعلامها المزور للحقائق، وكم من مجتمعات ستسقط بأقلامها الرخيصة المندسة؟ فمتى وصل الفساد والإنحطاط إلى الإعلام فقد وصل إلى كافة المجتمع.
إن المتتبع لما ينشر هناك وهناك يلاحظ العديد من أشكال النفاق ( التطبيل… اللحيس.. التدلاق ) والخداع والضحك على عقول البسطاء، وتلميع بعض الأشخاص الذين لا يستحقون الوجود على الساحة السياسية حيثُ إنهم يدفعون مبالغ مادية أو هداية لهؤلاء الذين يديرون هذه الصفحات، وذلك لنشر أشياء وترويج إشاعات من أجل شهرتهم والضحك على عقول البسطاء، مما لا شكَّ فيه أنَّ الإعلام يُسهِم في تشكيل أفكار أهل البلد، وهذا التشكيل إمَّا أن يكون عاملَ بِناء يحث على التقدم والتنمية والتماسُك، وإمَّا أن يكون عاملَ هدْم يُحدِث اضطرابًا وقلَقًا فكريًّا واعتقاديًّا بل واجتماعيًّا، وما نراه في عالَم الإعلام المُشاهَد والمسموع والمقروء، بل وإعلام (الإنترنت والفيس بوك والتويتر ) – نرى أنْ أَكثره يحدِث فتنة عارمة طائشة، لا تتركُ أحدًا إلا وتَنال منه لأنَّه إعلام لا ضابط له ولا أخلاق له.
We Love Cricket