آخر الأخبارسياسة

أوزين يلوح بملف معتقلي الريف… ذكاء سياسي أم توظيف انتخابي؟

اليقين/ نجوى القاسمي

تحوّلت الدورة الوطنية السادسة لحزب الحركة الشعبية، المنعقدة بمدينة الحسيمة، إلى محطة سياسية تحمل أكثر من مجرد نقاش تنظيمي داخلي، إذ بدا واضحا أن الحزب يسعى إلى إعادة التموضع داخل المشهد عبر استثمار قضايا محلية حساسة تستقطب اهتمام شباب المنطقة وساكنتها.

وبرغم أن اللقاء رُفع تحت شعار الوفاء للوحدة الترابية للمملكة وفي قلبها قضية الصحراء المغربية، فإن الخطاب الذي قدّمه الأمين العام للحزب، محمد أوزين، حمل نبرة أقرب إلى رسائل انتخابية موجّهة إلى الرأي العام المحلي منه إلى تقييم موضوعي لأداء الحزب.

أوزين دعا، من قاعة ميرا بالاس إلى التفاتة ملكية تجاه شباب الريف وجيل زد ممّن يوجدون خلف القضبان على خلفية توترات اجتماعية.

غير أن هذه الدعوة، التي بدت في ظاهرها إنسانية، فُهمت سياسيا باعتبارها محاولة للاقتراب من ملف ظل لسنوات محفوفا بحساسية عالية، قبل أن يصبح اليوم ورقة يجري تداولها بكثير من طرف أحزاب تسعى لاستعادة مكانتها الانتخابية.

ورغم حديث الأمين العام عن الرمزية التاريخية للريف باعتباره مجالا للوحدة الوطنية ومقاومة الاستعمار، فإن المتابعين رأوا في هذا الاستحضار توظيفا سياسيا يندرج ضمن سعي الحزب لتلميع صورته في منطقة ظلت لسنوات بعيدة عن خرائط نفوذه.

فتصوير مبادرة العفو كأنها مطلب سياسي منبثق من عمق الحزب، بدا لكثيرين محاولة لركوب موجة مطلب مجتمعي واسع، أكثر من كونه موقفا نابعا من قراءة نقدية أو برنامج واضح قابل للتنفيذ.

بهذا الشكل، تحول اللقاء، الذي كان يُفترض أن يكون مناسبة لتقييم الأداء وتقديم بدائل ملموسة تهم التنمية المحلية، إلى منصة لخطاب يستثمر في الذاكرة والمطالب الحساسة، دون تقديم رؤية واضحة تلامس فعلا أولويات ساكنة الريف، التي تنتظر حلولا واقعية تتجاوز لغة الشعارات ورسائل المجاملة السياسية.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى