
اليقين/ نجوى القاسمي
في محطة جديدة من جولة “مسار الإنجازات” بالجهة الشرقية، اختار رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش تقديم حصيلة حكومية بأرقام ومشاريع مبرمجة، في سياق لا يمكن فصله عن اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وهو ما جعل هذه الجولة تقرأ لدى فئات واسعة باعتبارها حملة تواصلية أكثر منها وقفة تقييم موضوعي للواقع التنموي بالمنطقة. حيث تحدث عن البنيات التحتية الأساسية التي شهدت تقدما حيث تم إنجاز 726 كيلومترا من الطرق لفك العزلة، كما تواصل الأشغال على المستشفى الإقليمي بالناظور، إضافة إلى برمجة مستشفيات جديدة بكل من بركان وتاوريرت وجرسيف، فضلا عن مستشفيات جديدة في عين بني مطهر وفيڭيڭ
ورغم الحديث الرسمي عن الطرق والمستشفيات وبرامج الماء، فإن المشهد اليومي في مدن الجهة الشرقية، وعلى رأسها إقليم الناظور، يروي قصة مغايرة. فالبنية التحتية تعاني تدهورا واضحا حيث تنتشر الحفر في الشوارع الرئيسية والأزقة الفرعية، وتتحول التنقلات اليومية إلى معاناة حقيقية للسائقين والراجلين.
كما تسجل المدينة خصاصا مقلقا في خدمات النظافة والصرف الصحي، إلى جانب أعطاب متكررة في الإنارة العمومية، ما يعمق الإحساس بالإهمال وغياب الصيانة.
ولا يختلف الوضع كثيرا في باقي أقاليم الجهة الشرقية، حيث تتشابه الاختلالات وتتكرر مظاهر التهميش، من طرق مهترئة، وأحياء تعاني العزلة، ومرافق عمومية عاجزة عن تلبية الحد الأدنى من حاجيات الساكنة. وهو ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مصير البرامج المعلنة لتأهيل الأحياء الهامشية، وتحسين الشبكة الطرقية، وتقوية العرض الصحي والتعليمي، في ظل غياب مؤشرات ملموسة
الأكثر إثارة للقلق، حسب فاعلين محليين وشباب من المنطقة، هو الغياب شبه التام لفرص الشغل، حيث تحولت الجهة الشرقية إلى فضاء طارد، خاصة لفئة الشباب. فلا المشاريع المعلن عنها خلقت دينامية اقتصادية حقيقية، ولا الاستثمارات الموعودة ترجمت إلى مناصب شغل مستقرة. هذا الواقع الاجتماعي والاقتصادي الهش عمق فقدان الثقة في المؤسسات العمومية، من إدارات ومستشفيات، وأصبح الإحساس السائد هو أن الخطابات السياسية لا تواكبها أفعال.
في ظل هذا الوضع، لم يعد الحديث عن التنمية كافيا بل باتت الساكنة تطالب ببرامج واقعية، واضحة الأهداف، قابلة للتنفيذ، وقادرة على خلق فرص شغل حقيقية، وتحسين شروط العيش، واستعادة الثقة المفقودة. وإلى أن يتحقق ذلك، سيظل القلق يهيمن على شباب الجهة الشرقية، وسيتحول حلم الهجرة إلى الخارج، بالنسبة للكثيرين، إلى خيار وحيد بحثا عن مستقبل غاب محليا رغم وفرة الوعود
We Love Cricket




