آخر الأخبارمجتمع

من الكارثة إلى النسيان… أسر زلزال الحوز تصارع البرد داخل خيام هشة

اليقين/ نجوى القاسمي

في مشاهد تختصر حجم مأساة مؤجلة، توصل موقع اليقين بعدد كبير من الفيديوهات القادمة من مناطق متضررة من زلزال الحوز، من بينها جماعة أجوكّاك التابعة لقيادة تلات نيعقوب وجماعة أزكور التابعة لدائرة امزميز بـإقليم الحوز تظهر عشرات الأسر وهي ما تزال تعيش داخل خيام بلاستيكية هشة، في مواجهة مباشرة مع تساقطات ثلجية كثيفة غطت الجبال والخيام على حد سواء.

داخل هذه الخيام التي لا تقي من برد ولا تحمي من ثلج، يعيش المتضررون أوضاعاً إنسانية بالغة القسوة. فمع كل موجة برد، تتحول الخيمة إلى مصيدة للمعاناة رياح تتسرب من كل الجهات، درجات حرارة تنخفض إلى ما دون الصفر، وانعدام شبه تام لوسائل التدفئة، في ظل ضعف الإمكانيات وغياب حلول استعجالية تليق بحجم الكارثة.

هنا، لا يصبح البقاء داخل الخيمة مسألة إيواء، بل صراعا يوميا من أجل النجاة.وفي شهادة مؤثرة تختزل عمق الفاجعة، قال أحد المتضررين إن العيش داخل الخيمة يشبه العيش داخل ثلاجة مؤكدا أن الثلوج حاصرته لساعات طويلة ومنعته من الخروج بعدما غطت الخيمة بالكامل.

هذا الرجل، الذي فقد زوجته وجميع أطفاله جراء الزلزال، يعيش اليوم مأساة مضاعفة، بعدما حُرم أيضا من الدعم المخصص للمتضررين، ليجد نفسه وحيدا في مواجهة البرد، والفقد، والإقصاء، داخل خيمة لا تحمي من الموت البطيء.

ومع حلول شتاء جديد، تتجدد المعاناة القديمة بحدة أشد. أسر بأكملها دخلت عامها الثالث دون حلول سكنية حقيقية تضمن الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية. في المقاطع المصورة، يظهر رجال يزيحون الثلوج بأيديهم العارية عن خيام أثقلها الجليد وكادت تنهار فوق رؤوس قاطنيها، في مشهد يعكس ليس فقط قسوة الطبيعة، بل أيضا قسوة التأخير والوعود غير المنجزة.

إن استمرار هذه الأوضاع يطرح أسئلة حارقة حول نجاعة التدخلات، وحول مصير برامج إعادة الإعمار التي تحولت لدى كثير من الضحايا إلى أفق مؤجل. فبعد مرور كل هذا الوقت، لم يعد الحديث عن الخيام مسألة ظرفية، بل عنوانا لفشل في الاستجابة الاجتماعية والإنسانية، يضع المتضررين في مواجهة مباشرة مع الشتاء، بلا مأوى، وبلا أفق، وبلا كرامة.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى