آخر الأخبارمجتمع

سعيد زانبو لليقين: باب بودير وبويبلان كنز سياحي مهمش بسبب غياب البنيات الأساسية

اليقين/ نجوى القاسمي

في قلب الأطلس المتوسط الشرقي، حيث تلتقي الثلوج بالغابات وتتشكل لوحات طبيعية نادرة، يبرز إقليم تازة كوجهة واعدة للسياحة الجبلية والثلجية، لكنها ما تزال تنتظر التفاتة حقيقية تعيد لها الاعتبار الذي تستحقه. فبين مؤهلات طبيعية استثنائية وتاريخ محلي غني، تعاني المنطقة من خصاص واضح في البنيات والخدمات السياحية، ما يحول دون استثمار هذا الرصيد الطبيعي في خلق دينامية تنموية مستدامة، خاصة خلال فترات تساقط الثلوج التي تستقطب الزوار من داخل وخارج الإقليم.

صرّح سعيد زانبو، رئيس جمعية تازة السياحية، خلال حديثه لموقع اليقين أن منطقتي باب بودير وجبل بويبلان تشكلان من أهم المجالات الجبلية ذات المؤهلات الطبيعية والسياحية الكبيرة بإقليم تازة، مؤكدا أن المنطقة كانت عبر سنوات طويلة فضاء غابويا وسياحيا بامتياز، يقصده الزوار من أجل الاستجمام، الصيد، والسياحة الجبلية، خصوصا خلال فترات تساقط الثلوج.

وأوضح زانبو أن باب بودير كانت تعد تاريخيا عاصمة للصيد، ليس فقط على المستوى الوطني بل حتى الدولي، بحكم استقرار عدد من الأنواع الغابوية وتوفر مجال طبيعي غني، غير أن هذا الرصيد ظل غير مستثمر بالشكل المطلوب، بسبب غياب البنيات التحتية الأساسية، وضعف التجهيزات السياحية المواكِبة.

وأضاف أن منطقة باب بودير وجبل بويبلان تعانيان اليوم من خصاص واضح في فضاءات الاستقبال، مواقف السيارات، مرافق الإيواء، والمطاعم السياحية، وهو ما يخلق صعوبات حقيقية أمام استقبال المجموعات السياحية، خاصة في فترات الذروة التي تعرف توافد أعداد كبيرة من الزوار مع تساقط الثلوج.

وأشار رئيس الجمعية إلى أن غياب هذه المرافق يفرض على المنظمين تقسيم المجموعات السياحية إلى فرق صغيرة، وتوجيهها إلى مناطق متباعدة، ما يؤثر سلبا على جاذبية الوجهة السياحية ويحد من إمكانيات تنميتها اقتصاديا، رغم توفرها على مؤهلات طبيعية نادرة.

وفي هذا الإطار، أكد زانبو أن جمعية تازة السياحية اقترحت مقاربة بديلة تقوم على تثمين الموارد المحلية، من خلال إشراك شباب المنطقة الذين يتوفرون على تكوينات في مجالات التنشيط السياحي، التخييم، والتأطير الجبلي، مبرزا أن الجمعية عملت على بلورة منتج سياحي محلي أطلقت عليه اسم السياحة الترفيهية الاستشفائية، يهدف إلى الجمع بين الاستجمام، الاستشفاء الطبيعي، والسياحة الجبلية.

وختم تصريحه بالتأكيد على أن تنمية السياحة في باب بودير وبويبلان تظل رهينة بتدخل فعلي من الجهات الوصية، وعلى رأسها وزارة السياحة، من أجل إدماج السياحة الثلجية والجبلية ضمن السياسات العمومية، وتوفير بنية تحتية قادرة على تحويل هذه المناطق إلى وجهات سياحية مستدامة، تخلق فرص شغل حقيقية وتحد من التهميش الذي تعانيه الساكنة المحلية.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى