آخر الأخبارسياسة

حين يصبح اسم المغرب كلمة محظورة في نشرات الأخبار الجزائرية

اليقين/ نجوى القاسمي

بلغ الارتباك داخل اعلام الجزائر الرياضي مستويات تستحق الدراسة، بعدما تحوّل اسم المغرب إلى ما يشبه كلمة سر ممنوعة التداول في القاموس الإعلامي الجزائري.

تعليمات صارمة، خطوط حمراء غير معلنة، ورسالة واحدة موجهة إلى الأبواق الرسمية اذكر كل شيء إلا اسم البلد المضيف.

والنتيجة؟ مشهد إعلامي أقرب إلى لغز جغرافي عبثي. منتخب وطني يغادر البلاد للمشاركة في نهائيات قارية، يصل إلى الرباط ومراكش وطنجة وأكادير، لكن دون أن يجرؤ أي مذيع على ذكر اسم الدولة التي فتحت له ملاعبها ومطاراتها.

الإحراج بلغ ذروته حين راحت نشرات الأخبار تتحدث عن وصول المنتخب إلى الرباط دون أن تقول إنها عاصمة المغرب. أخبار مبتورة، جغرافيا بلا هوية، ومهنية تمارس رياضة القفز فوق الحقائق.مشهد كاشف لحالة ارتباك غير مسبوقة: إعلام يخشى الاسم أكثر مما يخشى الخطأ.وتنكر لجودة مرافق الاستقبال

ومع تصاعد موجة السخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، لم تجد بعض المنابر الجزائرية مفرا من البحث عن مخارج لغوية، فاستحضرت عبارة نظام المخزن كبديل عن اسم المغرب. محاولة انقاد الموقف، بل زادت المشهد هزلا، وفتحت أبواب التندر على مصراعيها، ليس خارج الجزائر فقط، بل داخلها أيضا، حيث رأى كثيرون في هذا السلوك دليلا صارخا على الإفلاس المهني والسياسي في آن واحد وربما الأكثر دلالة، أن قنوات جزائرية استضافت محللين سياسيين لتحليل البنية التحتية الرياضية لـالبلد المضيف هكذا، دون اسم.

غير أن ما لم تحسب له حسابات الجزائر الرسمية، هو أن زمن احتكار الصورة قد انتهى. آلاف المشجعين الجزائريين الذين حلوا بالمغرب حملوا هواتفهم، وصوروا كل شيء الملاعب، الشوارع، التنظيم، والواقع كما هو… بلا مونتاج، بلا تعليمات، وبلا رقابة لغوية.

وهكذا، بينما كان الإعلام الرسمي يبحث عن مفردات بديلة، كانت الحقيقة تبث مباشرة من المدرجات، وتكتب سطرا جديدا في سجل السخرية السياسية

في خضم هذا الزخم التراشقي ألم يكن من افضل من يسمونا انفسهم اعلامين رياضين النئي بأنفسهم عن الصراعات السياسية والإستمتاع بالتظاهرة القارية الأفضل في التاريخ

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى