آخر الأخبارمجتمع

نعش بدل إسعاف.. معاناة ساكنة دوار أمرزياس تتجدد مع كل تساقط للثلوج

اليقين/ نجوى القاسمي

في أعالي جبال إقليم أزيلال، حيث يشتد البرد وتغلق الثلوج كل المنافذ، تتحول معاناة ساكنة دوار أمرزياس، التابع لجماعة آيت تامليل، إلى مشهد إنساني موجع يتكرر مع كل شتاء. هناك، لا تعني الإصابة بالمرض مجرد حاجة إلى علاج، بل بداية رحلة قاسية مع العزلة والمسالك الوعرة.

وتوصل موقع اليقين بصور ومقاطع فيديو مؤثرة من عين المكان، توثق لحظات نقل المريض على الأقدام عبر مسالك جبلية وعرة غطتها الثلوج، في مشهد يلخص حجم المعاناة اليومية التي تكابدها ساكنة دوار أمرزياس

اضطرت الساكنة، في مشهد صادم، إلى حمل مريض على الأكتاف لمسافة تفوق 14 كيلومترا، تحت وطأة البرد القارس والثلوج، مستعملين نعشاً مخصصاً للأموات بدل سيارة إسعاف غائبة. نعش لم يكن هذه المرة رمزا للنهاية، بل وسيلة اضطرارية للتشبث بالحياة، في منطقة حاصرتها الطبيعة وتركها الإهمال.

هذا المشهد، كما يؤكد السكان ليس استثناء عابرا بل فصل متكرر من معاناة مزمنة.

فمع أولى التساقطات الثلجية، تتحول المنطقة إلى جزيرة معزولة، تنقطع فيها الطرق، ويغيب أي تدخل استعجالي يضمن حق الساكنة في العلاج والتنقل. ومع كل موسم برد، يجد المرضى والحوامل وكبار السن أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الخطر، دون أدنى مقومات السلامة الصحية.مطالب فك العزلة، وتقريب الخدمات الصحية، وتوفير سيارة إسعاف، ظلت لسنوات حبيسة الوعود، دون أن ترى طريقها إلى التنفيذ.

ووسط هذا الواقع القاسي، يعبر السكان عن استيائهم مما يعتبرونه لامبالاة تجاه معاناتهم اليومية، مؤكدين أن نقل مريض في نعش ليس حادثا معزولا، بل نتيجة حتمية لتراكم التهميش وغياب البنية التحتية الأساسية.

أمام تكرار هذه المآسي الإنسانية، وجهت ساكنة دوار أمرزياس نداءً عاجلاً إلى السلطات الإقليمية والجهوية للتدخل الفوري، عبر تهيئة الطرق وفك العزلة وضمان حد أدنى من الولوج إلى الخدمات الصحية، حتى لا يتحول كل شتاء إلى اختبار قاسٍ للكرامة الإنسانية، ولا يبقى الحق في العلاج معلقاً بين الثلوج والوعود المؤجلة.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى