شهدت المملكة المغربية خلال الاونة الأخيرة ، تساقطات مطرية وثلجية غزيرة في مختلف بقاع الوطن ، و هو ما انعكس ايجابا على مستوى وضعية السدود المغربية مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية ، حيث أبرزت آخر المؤشرات الرقمية إلى حدود يوم الاثنين 29 دجنبر 2025 تحسنا ملحوظا في وضعية المخزون المائي بالسدود المغربية، إذ بلغ حجمها الإجمالي حوالي 6377 مليون متر مكعب، أي بنسبة تناهز 38 في المائة في حين لم يكن يتجاوز 4793.8 مليون متر مكعب، مقارنة بالسنة الماضية، أي بلغ 1583 مليون متر مكعب، ما يفوق 33 في المائة.
مما يعكس هذا التحسن النسبي بداية إحياء في الموارد المائية السطحية، بعد سنوات متتالية من الجفاف ،و التخفيف جزئيا من حدة الخصاص المائي الذي عانت منه عدة مناطق.
و في هذا السياق شهد حوض سبو الأكثر امتلاء على المستوى الوطني، بنسبة امتلاء بلغت 46.5 في المائة، وبمخزون إجمالي يناهز 2587.2 مليون متر مكعب، بالاضافة الى
حوض اللوكوس الذي عرف بدوره مؤشرات إيجابية، إذ وصلت نسبة ملء سدوده إلى 56.9 في المائة، بحجم مخزون يقارب 1087.2 مليون متر مكعب، فيما واصل حوض أبي رقراق الحفاظ على مستويات مهمة، بنسبة ملء بلغت 87.7 في المائة، وبمخزون يقدر بـ949.9 مليون متر مكعب، ما يعزز قدرة هذا الحوض على تلبية حاجيات الماء الصالح للشرب لفائدة الرباط والمناطق المجاورة.
كما سجل حوض تانسيفت نسبة ملء في حدود 53.2 في المائة، بمخزون مائي يصل إلى 120.9 مليون متر مكعب، محققا بدوره تحسنا نسبيا مقارنة بالسنوات السابقة، في سياق يتسم بندرة الموارد المائية وارتفاع الطلب، خاصة خلال الفترات الفلاحية والسياحية.
ولهذا ، فقد تميزت هذه السنة بإنعاش السدود و ارتفاع حصيلة امتلائها، ما يؤثر إيجابيا على الأراضي الزراعية و ذلك مع مواصلة اعتماد سياسات استباقية ومستدامة في تدبير الموارد المائية، تقوم على عقلنة الاستهلاك وتوزيع مصادر التزود بالماء، خاصة في ظل التقلبات المناخية المتزايدة التي باتت تشكل تحديا بنيويا للماء بالمملكة.
