آخر الأخبارخارج الحدود

الجزائر تغادر مجلس الأمن بحصيلة دبلوماسية باهتة دون بصمة مؤثرة

اليقين/ نجوى القاسمي

تطوي الجزائر، اليوم، صفحة عضويتها غير الدائمة داخل مجلس الأمن الدولي، بعد عهدة امتدت لسنتين، وسط تقييمات دولية متقاطعة تعتبر أن هذه المشاركة اتسمت بضعف الحضور وغياب التأثير، دون أن تنجح الدبلوماسية الجزائرية في تسجيل أي اختراق ملموس في الملفات الكبرى التي تصدرت أجندة المجلس.

ومنذ انتخابها لعضوية مجلس الأمن، حرص الخطاب الرسمي الجزائري على تسويق سردية استعادة النفوذ الدبلوماسي وتعزيز الحضور الدولي، مع تركيز لافت على بعض القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها فلسطين. غير أن المتابعين لأداء الجزائر داخل المجلس لاحظوا أن هذا الحضور ظل حبيس التصريحات والمواقف الخطابية، دون أن يترجم إلى مبادرات مؤثرة أو أدوار وازنة في صياغة القرارات، سواء على مستوى القضايا المغاربية أو في الملف الفلسطيني، الذي شهد تحولات دقيقة في مواقف عدد من القوى الفاعلة داخل المجلس.

وباستثناء بيانات رسمية وتصريحات متكررة، لم تتمكن الجزائر من فرض مقارباتها أو التأثير في مخرجات مجلس الأمن، كما لم يُسجل لها دور محوري في بلورة قرارات مفصلية، ما جعل حصيلتها العملية موضع تساؤل حتى داخل الأوساط المتخصصة في الشأن الدبلوماسي والعلاقات الدولية.

وأمام هذه الحصيلة المحدودة، اتجهت الآلة الإعلامية الرسمية والموالية للنظام الجزائري، وفق مراقبين، إلى محاولة تعويض الإخفاق عبر تضخيم صورة الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، وتقديمه كـرمز دبلوماسي عالمي، في مسعى واضح لحجب ضعف الأداء العام للجزائر داخل المنظمة الدولية.

وفي هذا السياق، تصدرت، صباح امس الثلاثاء 30 دجنبر، عناوين عدد من المواقع والصفحات الجزائرية أخبارا وُصفت بالمضللة، جرى تقديمها على أنها إنجاز تاريخي.

فقد روّجت وسائل إعلام جزائرية لخبر اختيار بن جامع دبلوماسي العام 2025 من طرف مؤسسة إعلامية مستقلة، معتبرة ذلك تتويجا أمميا واعتراف دوليا رسميا بجهوده.

غير أن التحقق في مصدر الخبر يكشف، وفق متابعين، عن مبالغة كبيرة في الطرح إذ لا يتعلق الأمر سوى بإدراج اسم بن جامع ضمن قائمة شخصيات بارزة لسنة 2025 نشرها موقع PassBlue، وهو منصة رقمية مستقلة متخصصة في تغطية أخبار الأمم المتحدة، وتعتمد في اختياراتها على آراء القراء أو تقديرات هيئة تحريرها، دون أي صلة بجوائز رسمية صادرة عن الأمم المتحدة أو أجهزتها.

وبين خطاب إعلامي متفائل إلى حد التهويل، وواقع دبلوماسي يكشف محدودية التأثير وضعف النتائج، تغادر الجزائر مجلس الأمن بحصيلة يصعب تسويقها كإنجاز.

فالتضخيم الإعلامي، وتقديس الأشخاص، واستدعاء خطاب المؤامرات الخارجية لا تبدو كافية لإخفاء التناقض القائم بين الشعارات المعلنة والممارسة الدبلوماسية الفعلية على أرض الواقع.

We Love Cricket

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى