لا تزال العزلة عنوانا بارزا لشكاوي المواطنين القاطنين بقرية ارشيدة والدواوير المجاورة النائية بالجماعة الترابية لمريجة بإقليم جرسيف، حيث تعد انشغالا آنيا لفلاحو وساكنة القرية والدواوير المحاصرين بمسالك وعرة وضيّقة، أغلبها في وضعية كارثية.
اتفق عديد السكان الذين تحدثت إليهم وعاينت معهم جريدة اليقين الإهتراء الفضيع للطرق والمسالك التي تربطهم بأراضيهم الفلاحية، حيت بلغت نسبة التدهور 100٪ وبالتالي أصبح لا يصلح تماما السير بها حتى للقطط، فما بالك بالدواب والإنسان مما إنعكس سلبا على سكان وفلاحي هذه القرية والدواوير المجاورة تزامنا و موسم جني الزيتون.
ففي الوقت الذي كان فيه فلاحو القرية والدواوير المجاورة يمنون النفس بإلتفاتة تخفف عنهم هم وغم محنة الجفاف والضرر الذي حل بضيعاتهم ومسالك حقولهم إبان فيضان “الجمعة الأسود” شتنبر 2018، يتساءلون ويستغربون كما يتفاجؤون باكتساح فيروس كورونا، وكيف أن الدولة استنفرت كل إمكانياتها لمجابهة الوباء، وكيف أن الطوارئ الصحية أثرت على الإقتصاد المغربي، وكيف أن الدولة شرعت في صرف إعانات للمتضررين من فقدان مداخيلهم وقوتهم اليومي، وكيف أن الكبار طمعوا في أموال صندوق مكافحة كورونا، في حين لم يُسمع لهم صوت ولا أنين، رغم أنهم ضحايا الجفاف وكورونا، ليس ليسرهم لكن لإنعدام هيئات تمثلهم تضع ملفهم فوق مكتب وزير الفلاحة.
وإذا كانت وزارة الصحة منكبة على مواجهة جائحة كورونا لأنها تهم قطاعها، فإن وزارة الفلاحة مطالبة بالتخفيف من آثار الجفاف لأنه يهم وزارتها وفلاحيها.
الواجب يفرض الإلتفات إلى هذه الشريحة فأزمتهم أزمتان، ما زاد من معاناتهم، كما كانت سببا في الهجرة التي تعرفها المنطقة، ليناشد سكانها السلطات الإقليمية إعطاء القرية الجبلية المعزولة عناية خاصة للتغلّب على أهم الصعوبات التي تواجههم، فوضعية الطرقات تجعل التجمّعات السكنية في عزلة مع تساقط القطرات الأولى من المطر، كما يصعّب الوضع على السكان ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي ومن دون معاناة. فكل هذه الأسباب وأخرى أدت بهم إلى التفكير في النزوح إلى مدينة جرسيف، كما فعل العديد منهم خلال السنوات الماضية.