كم مجلسا تعاقب على شأن العاصمة الإسماعلية منذ تم إعلانها تراثا عالميا، وهو التصنيف الذي لا بمارس الغباء في شأنه على منظمة من حجم اليونسكو ،بل جاء تقديرا حقيقيا و منطقيا لهذه الأرض الطيبة، ولغناها الثقافي و الحضاري و التراثي، وتتويجا لما قدمه رجالها من خدمات جليلة للحفاظ على موروثها اللامادي المتمثل في واجهات عدة ،وبفضل كفاءات وجمعيات ودارسن وباحثين ومؤرخين.
خمسة وعشرون سنة مرت، لم تنل خلالها مدينة مكناس وتراثها ما تستحقه من عناية مجالس قضت في الصراعات و التطحنات المجانية، و اجتهدت في خدمة مصالحها على حساب التاريخ والحضارة، و المدينة وساكنتها، الى حد أصبح الخجل يغلف إعلان الانتماء ،و الحسرة تغلب اهلها وهم يزرون مدنا كانت إلى الأمس القريب تفتقر إلى أدنى شروط الاقلاع.
مجالس نظمت بخيوط التسويق خطابتها، ولونت بالعجز و القصور تدبيرها، ووضعت المتاريس وحتى الكمائن في طريق بغضها، ودفعت المدينة الثمن ،وكتببت قصائد رثائها.
وينبعث بصيص الأمل، وأولى قطرات الغيث مع المجلس الحضري الذي برأسه الدكتور عبد الله بوانو، والذي عكس انتخابه ارادة شعبية لا مثيل لها ،وأغلبية تغني عن التحالفات، فكان النسيج المتناغم والمكتب المنسجم، فلم نسمع من حينها صخب السابقين.