ضاية رومي بمنطقة مدينة الخميسات مقبرة جماعية لأبناء الإقليم الباحثين عن الإستجمام.
جمال الحداوي
سبق لنا في العديد من المقالات ان اشرنا الى ان ضاية رومي بمنطقة مدينة الخميسات تداس المعازيز وجمعة حوردان وتيفلت تعتبر المنتجع الطبيعي الوحيد القريب من هذه الأماكن كلها، بحيث كلما اشتد الحر على الساكنة المحلية في هذه المناطق خصوصا الفقراء والمساكين منهم، الا وشدوا الرحال الى البحيرة رفقة اطفالهم راغبين في قضاء لحظات تمتع قد تعود عليهم بالندم طول الحياة وفي كل مقال كنا نصر وبكل صدق ومسؤولية على ان البحيرة خلال السنوات العشر الأخيرة قد عانت من اهمال مقصود بحيث تم التخلي عن حارسي المياه والغابات مند حوالي اثنتي عشرة سنة ولم يسبق للسلطات المحلية ومن يهمهم الأمر ان عينوا معلمين للسباحة او منقذين للغرقى من ابناء الشعب رغم تاريخ الغرقى من المواطنين وبالخصوص غبر المقيمين على ضفاف البحيرة، هذه الأخيرة التي تراكمت بها الاوحال منذ ما يزيد على عشرات السنين ولعل الاخطر في البحيرة بالإضافة إلى الرمال الممتصة les sables mouvantes فهناك نوع اخطر من الطحالب معروف عند الساكنة باسم ( الكرشه) لأنه يلتصق بأرجل الغريق هذا بالإضافة إلى الوحل وهذه المعيقات كلها تساهم في افزاع الأشخاص ولو كانوا يتقنون السباحة، ومما يدعو إلى الأسف والحسرة ان البحيرة كانت منذ مدة تحتاج إلى اعادة النظر في عدة امور من ضمنها محاربة الرعي الجائر ومحاربة كل مظاهر التلوث والصيد غير القانوني للأسماك خصوصا من قبل الساكنة المحلية والتي ابادت العديدة من اسماك الكتفاء الزريقية خلال فترة الراحة البيولوجية في هذا العام وهو حدث اشرنا اليه في جريدة اليقين خلال الاسابيع القليلة الماضية،،، كما ان كل الثروات الطبيعية للمنطقة تتعرض للنهب والسلب فلا الأسماك ولا الحلزون ولا نبات السكوم ولا نبات الزعيتر ولا العصافير المغردة تسلم من بطش البشر سواء المقيمون منهم ام الزوار الذين يساهم البعض منهم ايضا في كل مظاهر التخريب والتلويث، مأساة وضحية اخرى تنضاف الى لائحة ضحايا الضاية حيث راح ضحيتها اليوم بين الساعة الواحدة من منتصف النهار والساعة الثالثة بعد الظهر في سن الثالثة عشرة من عمره من قرية جمعة حودران حيث غرق ولم تنفع معه كل محاولات الإنقاذ، لأنه جاء على حين غرة ،اما عملية اخراج الجثة فقد تكفل بها بعض الشبان المهرة من الساكنة المحلية والذين اصبح من اعرافهم السباحة في جماعات متقاربة حتى يأمنوا غدر البحيرة التي حصدت منذ وجودها العشرات من الأرواح، والحقيقة تقال في غياب حراسة مشددة وفي غياب من يقوم بمهمة الإرشاد والتوعية وفي غياب كل وسائل الإنقاذ والتدخل السريع فإن عدد الضحايا سيكون في تزايد ملحوظ، وفي هذا السياق نتوجه الى كل صناع القرار وكل المسؤولين من اجل ايلاء البحيرة المكانة اللائقة بها وعدم الإستخفاف بارواح المواطنين ،وإن كانت هذه الملاحظات قد سئمنا من التحدث عنها لآننا كنا وما زلنا نكررها في كل لحظة وفي كل مناسبة ،لكن دون جدوى،