يجد المئات من المهاجرين غير النظاميين القاصرين الذين دخلوا إلى مدينة سبتة يومي 17 و18 ماي الماضي، “النعيم” الذي كانوا يمنون النفس به وهم يقبلون على مغامرتهم، بل إن الجوع والاحتجاز وسوء المعاملة كان هو مصير الكثيرين من وجدوا أنفسهم مجبرين على البقاء داخل مستودعات جرى تحويلها إلى فضاءات استقبال، الأمر الذي دفع بعضهم إلى محاولة الفرار أو تسلق أسطحها تعبيرا عن احتجاجهم، وهو ما أدى إلى سقوط بعضهم وتعرضهم لإصابات خطيرة.
ويوم أمس الجمعة تجددت هذه الاحتجاجات حين تسلق 5 قاصرين مغاربة سطح مستودع كانوا يقيمون فيه بالقرب من البوابة الحدودية “تارخال” حاملين معهم أكياسا يرجح أن فيها أمتعتهم، حيث كانوا يحاولون الفرار من هذا المكان الذي وضعتهم فيه السلطات الإسبانية بحكم أنهم مصابون بفيروس كورونا، قبل أن تحل عناصر الشرطة والوقاية المدنية بالمكان ليجري إنزالهم من هناك بواسطة رافعة بينما كانوا هم يحتجون على منعهم من الخروج.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها سبتة مثل هذه التصرفات، فقد أكد الإعلام المحلي أن اثنين من القاصرين المغاربة كانوا قد أصيبوا إصابات خطيرة في واقعة مماثلة حين سقطوا من أعلى مخزن، أحدهما تعرض لإصابات في الجمجمة ورضوض في أنحاء جسده ما فرض نقله إلى المستشفى بمدينة قادش، أما الثاني فتعرض لكسر في ساقه وأدخل إلى المستشفى الجامعي لسبتة، وكلاهما كانا رافضين للاحتجاز الذي تعرضا له.
وقبل ذلك، وتحديدا في 22 ماي، نفذ العشرات من القاصرين الذين دخلوا سبتة خلال موجة الهجرة غير النظامية الأخيرة بمحاولة الفرار من المستودعات التي خُصصت لإيوائهم، وبرروا ذلك بأنهم يعانون من عدم الاهتمام حيث ظلوا بدون طعام لمدة 5 أيام، فيما أورد آخرون أنهم يتعرضون لسوء المعاملة وأنهم يفضلون المبيت في الشارع حيث يمكنهم الحصول على المال والأكل.
ووزعت سلطات سبتة أكثر من 1000 قاصر مغربي من الذين دخلوا المدينة الشهر الماضي على 3 مستودعات حولتها إلى مراكز مؤقتة للإيواء وذلك بعدما عجزت الفضاءات المتخصصة في استقبال عددهم الكبير، علما أن الأرقام الرسمية تتحدث عن دخول ما لا يقل عن 1500 شخص دون السن القانوني تمكنت أجهزة الشرطة والحرس المدني من وضع يدها على 1200 منهم، بينما لا يزال 300 آخرون في الشوارع.