الشبان يكتبون :
مريم بودعيلة من مدينة الخميسات تكتب عن قيمة التسامح في حياة الإنسان .
يعتبر التسامح من اقدس وانبل الصفات التي امرنا الله عزوجل ان نلتزم بها في حياتنا الخاصة والعامة، نظرا لما للتسامح من دور مهم في بناء روابط الحب والمودة والعشرة الكبيرة بين المتسامحين على اختلاف اجناسهم والوانهم و معتقداتهم الدينية وتوجهاتهم السياسية والإجتماعية، كما ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان مثلا يحتذى في التسامح والصفح والعفو عن الناس .
ولعل السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه بحدة في هذا المجال هو كيف يمكن لبني البشر التحلي بهذه الصفة العظيمة والجليلة؟ فالجواب في نظري بسيط جدا، بحيث كلنا نعرف ان اساس كل القيم العالية والمقدسة والنبيلة في حياة الشعوب والمجتمعات ترجع إلى التربية الحسنة بحيث يعتبر الأطفال تلك التربة الخصبة المعطاء، فاذا نحن زودنا الأطفال بروح التسامح والعفو والصفح وبينا لهم من خلال التعاليم الإسلامية ان الخالق سبحانه وتعالى ميز المتسامحين من الناس عن اصحاب الشر والإنتقام والأخذ بالثأر من الجاهلين الطغاة القساة لذلك احب الله وكرم الكاظمين الغيض والعافين عن الناس، يقول تعالى (وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء و الكاظمين الغيض والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) سورة ال عمران الآيتين 133/134
فليس هناك ما هو اجمل من التسامح والمحبة فالحياة اقصر من ان نقضيها في تسجيل اخطاء الاخرين و العاقل منا من يعفو و يصفح على المخطئين ويبدأ صفحة جديدة مع الناس،
والعبرة تؤخذ من حياة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في التسامح عندما جاءته هند الهنود زوجة ابوسفيان قاتلة حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة عبدها وحشي وهي متخفية مخافة اللوم والعتاب بعد اسلامها فقالت( يا رسول الله. ان زوجي رجل بخيل فقد كنت آخذ من جيبه هنات} اي مال قليل دون علمه،
فرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا { يااختي في الإسلام كما كنت تأخذينه فيما مضى شان وما ستأخذينه بعد اسلامك يجب أن يكون بعلمه ورضاه}
بالله فأي تسامح هذا واي صفح امراة بقرت بطن حمزة المدافع عن الرسول الكريم واخرجت كبده ونهشت منه عضات وقضمات، وبعد اسلامها سامحها الرسول الكريم ولم يذكر فعلتها في الجاهلية ولا هو عاتبها ولاهو توجه إليها بلوم .
انه حدث واحد ذكرته للقراء الكرام من سيرة نبينا الكريم المليئة بمواقف التسامح والصفح والغفران ونحن اليوم مطالبون بالاقتداء بها والسير على منوالها