حكمة ام مغربية حيرت مفكري إسبانيا
جمال الحداوي
منذ ايام قلائل انتقل الى عفو الله الشاب المغربي يونس بنداود والذي تلقى تعليمه الإبتدائي بمدينة الخميسات ،ثم انتقل الى ثانوية موسى بن نصير بالخميسات لإتمام دراسته بها لكن الأقدار شاءت ان يهاجر يونس وهو في ربيعه الثالث عشر رفقة والدته الى الديار الإسبانية ،لأنه كان يعشق كرة القدم ويتقنها، ولأنه ورث فن اللعبة عن احد اخواله ذائعي الصيت في هذا المجال وهو اللاعب الأسطورة في الاتحاد الزموري للخميسات عبد الحليم توهتوه بنقاسم ،اما المرحوم وبحكم انه كان رحمه الله من بين تلاميذي فقد كان خلوقاً وديعا يهتم بدراسته كما يجب ، اما والدته التي نتقدم اليها بخالص العزاء من هذا المنبر فهي تنتسب الى احدى اعرق العائلات في مدينة الخميسات وهي عائلة الشهابنة من قبيلة آيت واحي العريقة في الحسب والنسب، اما الجد الاكبر للمرحوم من جهة الأم فهو المرحوم القائد قاسم الذي تولى ابنه المرحوم مولاي ادريس توهتوه بنقاسم إدارة القسم الأمازيغي في الإذاعة الوطنية في فترة السبعينات في حين تولى احد ابناء القائد قاسم ولاية امن الرباط وهو مولاي علي توهتوه بنقاسم في السنوات الأخيرة .
وقد جاء حادث،استشهاد يونس رحمه على يد جندي عنصري متقاعد اغاضته العلاقات الطيبة التي ربطها يونس مع العديد من الإسبان وغيرهم من الأجانب والعرب على حد سواء مما جعل هذا الغادر يقبل على فعلته النكراء، اما عبقرية الآم المكلومة فتتمثل في كونها قبلت بالقضاء والقدر ونصحت الشبان المغاربة بعدم الانزلاق مع بعض الرغبات الهوجاء الراغبة في الانتقام ساعة الغضب، وحصرت المشكلة بين المملكة المغربية والسلطات الإسبانبة، واما يونس رحمه الله فإن الإنتقام لن يرجعه إلى الحياة لأنه عند ربه حي يرزق كل هذه المواقف القوية من ام واعية مشبعة بالقيم الوطنية والدينية و الإنسانية جعلتها ام الشهيد التي لن ينساها التاريخ البشري على مر الزمان،
فتعازينا الحارة لكافة عائلة بنقاسم توهتوه وعائلة شهبون وعائلة بنداود وبهذه المناسبة الأليمة نتقدم بخالص العزاء لجميع العائلات المذكورة ولكل ساكنة مدينة الخميسات.
