قال والد الفتاة التي تم الحكم عليها في مراكش، بتهمة تحريف القرآن بـ 3 سنوات سجنا نافدة، و50 الف درهم غرامة مالية، إن ابنته لا تجيد أصلا اللغة العربية باعتبارها مزدادة في إيطاليا، ودرست الطب في مرسيليا، وتتابع دراستها حاليا في مجال السياحة بمدينة أفينيون الفرنسية، لتكتب تدوينة بالعربية تحرف فيه القرآن.
أضاف والد نفس الفتاة، على لسان الحقوقي عمر أربيب، عضو المكتب المركزي لـ”الجمعية المغربية لحقوق الإنسان”، أن ابنته نفت أن تكون صاحبة المنشور، متهمة جهات معينة بنشره في صفحتها الشخصية بالفايسبوك دون دراية منها.
من جهته اعتبر عمر أربيب، في تصريح لموقع “اليقين”، أن “هذا الحكم قاس، وهناك خشية من إنعدام ضمانات المحاكمة العادلة فيه”، مضيفا “أنه إرهاب ديني تمارسه الدولة ضد حرية الرأي والضمير، ومناهض لالتزامات الدولة في مجال حقوق الإنسان، ومدمر للحياة الشخصية للفتاة”، متسائلا عن “مدى صحة الأخبار التي تقول بانتصاب جمعية مدنية كطرف مدني، مدعي ضدها”.
وأكد أربيب على أن “هذا الفعل ليس جرما حتى وإن تبتت مسؤولية الفتاة عنه، باعتباره نوعا من أنواع الأدب يسمى “التناص transtextualité “، الذي هو عبارة عن “كتابة نصٍّ على نص ، أو جملة على أخرى أو بيت شعر على بيت آخر، أو بيت شعرٍ على حديث نبوي أو آية قرآنية ، أو جملة نثريّة على كلام مأثور”، وبالتالي “فلا يجب أن تنعقد المحاكمة أصلا على إبداع أدبي أو فكري”، حسب المتحدث.
ودعا أربيب إلى “إطلاق سراح الشابة المعتقلة، وإعادة النظر في الملف وتوفير جميع شروط المحاكمة العادلة”، مستغربا من “عدم إيفاد السفارة الإيطالية لمبعوث لها قصد مراقبة مدى توفر شروط المحاكمة العادلة في القضية، باعتبارها مواطنة تحمل الجنسية الايطالية. على غرار ما فعلته عدد من الدول مع مواطنيها في شأن احترام ضمانات المحاكمة العادلة لهم”.