منذ سنة 2003 يعيش أساتذة اللغة الأمازيغية ضغطا نفسيا في كل انطلاق موسم دراسي جديد بالمغرب، وهي السنة التي شهدت اتفاقية بين المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة التربية الوطنية، إذ تقرر من خلال الإتفاقية تدريس اللغة الأمازيغية تدريجيا في السلك الإبتدائي، في أفق تعميم تدريس هذه اللغة أفقيا وعموديا خلال السنوات المقبلة.
ونحن في أواخر سنة 2021 أي بعد مرور 18 سنة على قرار تدريس الأمازيغية، ومرور 10 سنوات على ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور المغربي، لا يزال أساتذتها المتخصصين يعانون من ضغوطات نفسية وتقليص استعمالاتها الزمنية، فمن ينصف أساتذة اللغة الأمازيغية؟ يتسائل عبد الرحيم بولماني استاذ التعليم الابتدائي تخصص اللغة الامازيغية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين درعة تافيلالت.
من ينصفها وينصفهم “بيبيو” من خروقات تطالهم كل موسم دراسي؟ حتى من حق الانتقال أصبح يهضم امام اعينهم، ولا من يحرك ساكنا، من سينصفني بعد ان فقدت منصبا كان شاغرا في الحركة الانتقالية للموسم الماضي 2021/2022..من ينصفني بعد اعلان نتائج الحركة الإنتقالية لم يسعفني الحظ كي أنتقل، إلا أنني تفاجأت بتعيين استاذ حديث التخرج في منصب كنت قد ملأته كمنصب شاغر في اكاديمية درعة تافيلالت مديرية ميدلت؟ من ينصفني “بيبيو” وقد تم ضرب مبدأ الاقدمية عرض الحائط.
بعد هذه النازلة نجدهم يتحدثون عن الاستقرار النفسي و المهني والاجتماعي للاستاذ، متسائلا ذات المتحدث كيف سيتحقق هذا الاستقرار وأنا لحد الأن لم أنصف؟ ومتأكد أن ما أعانيه يعانيه غيري من الأساتذة الذين يدرسون اللغة الأمازيغية.
ووجه الأستاذ عبد الرحيم بولمان رسالة الى وزير التربية والتعليم، أبدى فيها خوفه من مستقبل الامازيغية، كون اساتذتها هضمت حقوقهم، مشيرا في رسالته أن أحدهم تسبب له في أزمة نفسية، بعد ان فقد منصبا شاغرا قد ملأ استمارة الإستفادة منه يوم الإعلان عن فتح الحركة الإنتقالية.
موضحا ذات الأستاذ في رسالته، أنه اشتغل لثلاث مواسم، وهو في الموسم الرابع كأستاذ تخصص الأمازيغية، قد رأى أمام عينيه استاذ حديٹ التخرج عُينَ مباشرة بعد تخرجه من مراكز التكوين في ضرب واضح للأقدمية في اسناد المناصب.
من جانبه أشار موحى فوكال أستاذ اللغة الأمازيغية، الى أن هناك فوبيا عند الدخول المدرسي لدى استاذ تخصص أمازيغية، مضيفا عيب وعار على جبين وزارة التربية بالمغرب أن تتغنى بالعدالة اللغوية بالمدرسة الإبتدائية في كل صباح، بل تقريبا في كل ساعة تخرج لنا ببلاغ، مذكرة، قانون…ولم تستطيع أن تخرج إلا مذكرة يتيمة منذ شتنبر 2006 تنظم الأمازيغية بالتعليم الإبتدائي ويشوبها الغموض، وتعود لزمن يتم فيه تكليف اساتذة المزدوج بتدريس الأمازيغية.
عيب وعار عليكم أن يعين استاذ التخصص الفوج الأول منذ 2012/2013 والى حدود الدخول المدرسي للموسم 2021/2022 لم تصدر ولا مذكرة وحيدة من الوزارة الوصية تفصل في الزمن المخصص للغة الأمازيغية علما أن مذكرات المواد الأخرى صدرت بالآلاف في هذه المدة (2021/2012)، عيب وعار على المتناوبون عن الوزارة المذكورة التبجح بأن الأمازيغية بدأ تعلمها سنة 2003! ويعتبرون هذا إنجاز ليس له مثيل ويحسب لهم، عيب وعار أن يتكرر كل دخول مدرسي سيناريوا وإشكالية الزمن المدرسي المخصص للغة الأمازيغية.
مسترسلا المتحدث، عيب وعار أن تسمع رئيس جمعية آباء واولياء التلاميذ يهلل بأن لنا خصاص في اساتذة العربية والفرنسية وارسلوا لنا استاذ الأمازيغية، عيب وعار أن تتفحص منهاج التعليم الإبتدائي وتجد فيه كل شيء بالتفاصيل المملة، وفي آخر جملة تجد بأن “مدرس اللغة الأمازيغية يدرس كذا وكذا كمثيله في العربية والفرنسية” ويغيب عن هذا المنظر والعالم الديداكتيكي والبيداغوجي بأن في بعض الأحيان تسند المؤسسة كلها لاستاذ واحد تخصص امازيغية ليصل عدد التلاميذ الى اكثر من 400 تلميذ في بعض الأحيان.
عيب وعار أي يعتقد بعض الأطر التربوية والإدارية والتفتيشية في موسم 2022/2021 بأن تدريس الأمازيغية مضيعة للوقت ولزمن التلميذ في المواد الأخرى؛ فماذا درستم لنا نحن كجيل لم نكن محظوظين لنتعلم ابجدية كتابة اللغة الأمازيغية في السلك الإبتدائي؟ يتسائل فوكال، ماذا استفدنا منكم؟ وانا شخصيا اتذكر ما يفعلونه بنا في الجبال ايام غابت فيه وسائل التواصل، وغاب فيه الضمير لدا البعض ولا أعمم، حيت صادفنا الزمن بأطر ادارية وتربوية وتفتيشة إشتغلت معهم اكن لهم كل التقدير والإحترام وسمعت بآخرين لا يسعني إلا أن أقول لهم ” ليس على المريض حرج”.
مضيفا موحى بحرقة، ليكن في علمكم بأننا في هذا الوطن، ومن هذا الوطن، ولهذا الوطن، لم نأتي لا من اليمن عبر الحبشة كما تعتقدون ولا من الصين عبر دمشق وبغداد ولسنا من اكتشافات كولومبوس…إننا احفاد ديهيا وتينهينان ويوكرتن وماسينيسا وشيشونغ.
وفي ختام تعليقه وجه رسالته لكل حاقد على اللغة الأمازيغية بأن يعرفوا ويتذكروا بأن الرومان والفنيقيين كانوا في هذه الرقعة وهم أكثر الحاقدين، لكنهم اندثروا ورحلوا لأن الحاقد والعصبي لا مكان له بيننا، ولا يمكن له أن يجد نفسه وسط شعب يعشق الحياة ويتخد من اولولوياته الإنسانية بغض النظر عن لونه ودينه وعرقه.
لنتعاون وندفع بهذا الوطن الى أن يتبوئ المكانة التي يستحقها بين دول العالم، ويشتغل الجميع بكرامته دون تمييز ولا تفضيل وهو مبتغانا وأملنا.
We Love Cricket