يقع سد تاغدوت بجماعة وسلسات دائرة امرزكان، إقليم ورزازات بجهة درعة تافيلالت، وهي جماعة تقع بين جبال الأطلس الصغير في الجنوب الغربي من إقليم ورززات، تمتد الجماعة على واحة احميدي الذي يعتبر موقعا ايكولوجيا تمتزج فيه الجبال المحيطة به وشجر النخيل لترسم مناظر خلابة على جنبات وادي احميدي.
بالإضافة لحوض ايت ضوشن الذي يعبره وادي ايت ضوشن، دواوير قد اصطفت بجانب الوادي تمارس ساكنتها انشطتهم الفلاحية والمعيشية بسهوله كزراعة أشجار “اللوز والمشمش والتين والرمان”، وتمتد جبال متوسطة الإرتفاع على الوادي مكسوة بالنباتات الطبية الطبيعية ك “الشيح والزعتر” وتحتضن هذه الجبال ثروات معدنية مهمة كمعدن الكوبالت الذي يستخرج من منجم بوزار.. والوادي معروف عليه فيضانات متكررة تجرف الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة، كون الوادي تتجمع فيه أودية المنطقة.
كذلك تمتد الجماعة على حوض “وسلسات” المعروف بمناخه المتغير والمغاير، والذي يساعد على القيام بأنشطة فلاحية متنوعة ثمينة كالزعفران والثوم واللوز، وفوق هذا الحوض نجد سد تغدوت الذي يعد موقعا طبيعيا يجذب كل الراغبين في الترفيه، والمساهم في ري الضيعات الفلاحية.
ونظرا لمرور أكثر من ستين عاما على إنشاء سد قريتة تاغدوت والذي استنفد عمره، ونظرا لترسبات الطمي الناتج عما تجرفه سيول مياه وادي أماغا الذي يقع فيه السد، خاصة مواسم المطر، راسلت جمعية شباب تاغدوت للثقافة والتنمية، كل من رئيس وكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، وعامل عمالة اقليم وارزازات، ورئيس الجماعة الترابية لويسلسات باقليم وارزازات، ومدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بوارزازات، مطالبين التدخل لدى الجهات المعنية لإجراء دراسة تقنية للسد المذكور، وذلك لاتخاذ القرار الأمثل.
ومن بين الخيارات المحتملة حسب رسائل الجمعية والتي تتوفر جريدة “اليقين” على نسخ منها، مقترحة في نظرها لتجاوز مشاكل السد، بإزالة الطمي المترسب في حوض السد، أو بناء سد جديد أسفله، مع العلم أن طبيعة التضاريس التي يتواجد فيها السد الحالي، باتجاه المجرى ملائمة لإنشاء سد جديد.
مضيفة الجمعية، أنه بالزيادة في علو السد الحالي، يعتبر حلا أيضا لإنهاء الوضعية السيئة للسد، مطالبة الجمعية بوضع الدراسة التقنية التشخيصية لجغرافية الموقع، التي ستقوم بها المؤسسات المختصة، مجددة مطلبها للمسؤولين لإيجاد الحل الجذري للوضعية الراهنة لسد قريتهم تاغدوت.
محيطة الجمعية علم الجميع أن عشرات الآلاف من الأشجار المختلفة والمسقية بماء السد، قد دخلت منذ مدة في وضعية صعبة وأضحت مع انحباس التساقطات المطرية في المدة الأخيرة في وضعية منكوبة.
موجهة الجمعية ندائها للمسؤولين أن يتدخلوا على وجه الإستعجال، لإنقاذ عشرات الآلاف من الأشجار من الجفاف والموت. مقترحا المجتمع المدني حل استعجالي متمثل في حفر آبار لتزويد تلك الأشجار بالماء اللازم لحياتها.
محيطا المجتمع المدني بجماعة وسلسات أنه إذا لم يتم إغاثة الوضع في أقرب وقت، فإن كارثة ستقضي على نتاج سنوات من عمل وكد مئات الفلاحين الصغار، الذين يعتبرون تلك الأشجار موردا أساسيا لعيش أسرهم.
يشار أن جماعة وسلسات تمتلك حسب معطيات على موقعها الرسمي على “تراث لامادي متنوع، من عادات وتقاليد وفولكلور، كما تشتهر بالزربية الواوزكيتية، بعراقتها وتجدرها وتشبعها بالثقافة الامازيغية، علاوة على امتلاكها موارد بشرية، طبيعية وسياحية مهمة، ومجتمعا مدنيا نشيطا”.
وتتوزع هذه المؤشرات على الأقطاب الثلاثة المشار إليها، مما يساعد على تنوع الأنشطة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تمارسها الساكنة، وتحتاج هذه المؤهلات إلى تثمينها وتجويدها وإبرازها في أفق استثمارها لتكون البنية الأساسية لنهضة شاملة بالجماعة.
We Love Cricket