حقّق المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم داخل القاعة للسيدات إنجازاً تاريخياً، بتتويجه بلقب كأس إفريقيا للأمم داخل القاعة للسيدات لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه المثير على منتخب تنزانيا بنتيجة 3-2 في المباراة النهائية، التي أقيمت بالمغرب واختتمت فعالياتها يوم 30 أبريل 2025.
هذا التتويج الاستثنائي يعد محطة بارزة في مسار الرياضة النسوية المغربية، إذ نجح المنتخب في قلب تأخره بهدفين نظيفين في الشوط الأول إلى فوز مستحق بفضل العزيمة والانضباط التكتيكي وروح الفريق العالية.
تفاصيل المباراة النهائية
دخل المنتخب المغربي المباراة النهائية أمام منتخب تنزانيا بعزيمة قوية، لكن البداية لم تكن سهلة، حيث تمكن الخصم من تسجيل هدفين مبكرين، ما أدخل الشك في نفوس الجماهير التي حضرت بكثافة لدعم “لبؤات القاعة”. ومع ذلك، لم تستسلم اللاعبات المغربيات، ونجحن في تقليص الفارق في اللحظات الأخيرة من الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني، ظهرت ملامح القوة الذهنية للمنتخب الوطني، حيث تمكن من تسجيل هدفين حاسمين، وسط أجواء حماسية كبيرة، ليحققن أول لقب قاري في نسخة تاريخية تعتبر الأولى من نوعها التي ينظمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) للفوتسال النسوي.
مسار مميز نحو التتويج
لم يكن بلوغ النهائي محض صدفة، فقد قدّمت “لبؤات القاعة” أداءً قوياً طيلة مشوار البطولة. افتتحن المنافسة بفوز كبير على منتخب ناميبيا بنتيجة 8-1، قبل أن يحققن انتصاراً مقنعاً على الكاميرون بنتيجة 7-1، ثم يتفوقن على منتخب أنغولا في نصف النهائي في مباراة حاسمة أظهرت جاهزية فنية وبدنية عالية.
ويعد هذا المسار دليلاً واضحاً على العمل المنهجي والتخطيط الرياضي الذي يرافق تطور كرة القدم النسوية في المغرب، تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

بطولة إفريقية بمقاييس عالمية
شهدت النسخة الأولى من كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات مشاركة 9 منتخبات تم توزيعها على ثلاث مجموعات. وتميزت البطولة بتنظيم جيد، ومستوى تنافسي مرتفع، وهو ما لقي إشادة من المتابعين الفنيين والجماهير الحاضرة.
وقد أعلنت اللجنة المنظمة أن هذه البطولة تعد مؤهلة إلى نهائيات كأس العالم للفوتسال للسيدات، والتي من المقرر تنظيمها في الفلبين، وهو ما يمنح المنتخب المغربي فرصة ذهبية لتمثيل القارة الإفريقية على الساحة العالمية.
أفق جديد للرياضة النسوية في المغرب
لا يمثل هذا التتويج فقط فوزاً بلقب قاري، بل يعكس أيضاً التطور السريع والملحوظ الذي تعرفه الرياضة النسوية المغربية خلال السنوات الأخيرة. فقد أصبحت الفرق النسوية، سواء في كرة القدم أو غيرها من الرياضات، تحقق نتائج مشرفة وتنافس بقوة على المستوى الإفريقي والدولي.
وتُعتبر هذه الإنجازات ثمرة للاستراتيجية الوطنية التي أطلقتها السلطات الرياضية، والتي تهدف إلى تعزيز المشاركة النسائية في مختلف الرياضات، وتوفير البنية التحتية والتأطير اللازم لتطوير الأداء الفني والتكتيكي.
خاتمة
إن التتويج بكأس إفريقيا داخل القاعة للسيدات لا يعد فقط صفحة مشرقة في سجل الرياضة المغربية، بل يمثل بداية جديدة لطموحات أكبر في المستقبل، ودفعة معنوية قوية للجيل الصاعد من الرياضيات المغربيات. وهو تأكيد جديد على أن المرأة المغربية قادرة على تحقيق الإنجازات، متى ما توفرت لها الإمكانات والدعم اللازم.