
أعلن المغرب رسميًا عن إطلاق مشروع طاقي فريد من نوعه على مستوى القارة الإفريقية، يندرج ضمن جهود المملكة لتعزيز الاستدامة والابتكار في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحضرية. المشروع يحمل اسم “Media PV”، وهو نتيجة شراكة بين معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة (IRESEN) وشركة هانسول (Hansol) الكورية الجنوبية.
يُعد هذا المشروع الأول من نوعه في إفريقيا، حيث يجمع بين لوحة شمسية كهروضوئية وشاشة رقمية لعرض المحتوى المرئي في وحدة واحدة متكاملة، تتيح إنتاج الكهرباء النظيفة بالتوازي مع استخدامات إعلامية أو إعلانية.
تقنية مبتكرة لخدمة المدن الذكية
تمثل تقنية BIPV (الطاقة الشمسية المتكاملة في المباني) قلب هذا المشروع، وهي تقنية تسمح بدمج الألواح الشمسية في عناصر معمارية مثل الواجهات والأسقف، مما يجعلها حلاً مثاليًا للمناطق التي تعاني من ندرة المساحات. هذه التقنية المزدوجة الوظيفة تُعد خيارًا مبتكرًا لدعم التنمية الحضرية المستدامة، خاصة في ظل التحولات البيئية والمناخية العالمية.
مركز التجارب: “Green Energy Park”
سيتم اختبار أداء هذه التقنية في مركز الطاقة الخضراء المعروف بـ Green Energy Park، حيث ستُجرى عمليات التقييم التقنية والتحقق من مدى فعاليتها في المناخ المغربي. كما يشمل المشروع جانبًا مهمًا يتعلق بنقل الخبرات والمعرفة التقنية إلى الفاعلين المحليين، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشركات المغربية الناشئة في قطاع الطاقات المتجددة.
تطبيقات واعدة ومرونة في الاستخدام
تسمح هذه التقنية باستخدام الشاشات الشمسية في:
- عرض الإعلانات في الطرقات والمطارات،
- عرض معلومات وتوجيهات داخل المدن الذكية،
- توفير حلول تواصل مرئي في البنيات التحتية والمباني العمومية.
ومع اقتراب تنظيم المغرب لكأس العالم 2030، يمكن لمشروع Media PV أن يلعب دورًا محوريًا في إدارة تدفقات الزوار من خلال لافتات تفاعلية وديناميكية تتماشى مع الأحداث والظروف.
شراكة استراتيجية نحو مستقبل أخضر
يأتي هذا المشروع كثمرة للمحادثات التقنية والتعاون المستمر بين المغرب وكوريا الجنوبية، ويعكس الالتزام المتزايد للمملكة في دمج التكنولوجيا الحديثة بالطاقات المتجددة. كما أنه يمثل نموذجًا يُحتذى به في إفريقيا لتطوير حلول طاقية ذكية ومتكاملة.
اقرأ أيضًا:
المغرب يحقق رقمًا قياسيًا: استقبال 17.4 مليون سائح خلال 2024
خاتمة
يمثل مشروع Media PV خطوة متقدمة نحو مدن ذكية ومستدامة، ويعزز ريادة المغرب في مجال الابتكار البيئي والتقني. إنه مشروع يفتح الأبواب أمام مستقبل حيث تتكامل الطاقة والتكنولوجيا لخدمة المواطن، الاقتصاد، والبيئة.