اليونسي لليقين: المسيرة الخضراء خطوة حاسمة في تعزيز مغربية الصحراء وبناء الأقاليم الجنوبية
اليقين/ نجوى القاسمي
تمر الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، الحدث التاريخي الذي شكل منعطفا فارقا في مسار المغرب الحديث، ليس فقط من حيث استرجاع الأراضي الصحراوية، بل أيضا من حيث ترسيخ السيادة الوطنية وبناء التنمية المستدامة في الأقاليم الجنوبية.
في هذا الإطار، الأستاذ عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات، خلال حديثه لموقع اليقين على الضوء على الأبعاد الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية لهذه المسيرة ونتائجها على المستوى الوطني والدولي.
أكد الأستاذ عبد الحفيظ اليونسي أن المسيرة الخضراء كانت خطوة استباقية حاسمة لأي محاولة من إسبانيا لفرض واقع على الأرض قد يؤدي إلى فصل الصحراء عن المغرب، موضحًا أن هذا الحدث لم يكن مجرد تحرك سياسي، بل تعبير عن إرادة وطنية موحدة انخرطت فيه الدولة والمجتمع بكل مكوناته.
وأوضح أن المسيرة تميّزت بطابعها السلمي الاستثنائي وأثرها الاستراتيجي العميق والحاسم في ترسيخ مغربية المنطقة”، مشيرا إلى أن إسبانيا كقوة استعمارية لم تستثمر في تعمير المنطقة، وإنما كان هدفها الأساسي استغلال الموارد الطبيعية للصحراء
وأضاف اليونسي أن المغرب تعامل مع الصحراء كجزء لا يتجزأ من الوطن، مستثمرا في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، وهو ما أسفر عن ثورة مؤسساتية وبنية تحتية متكاملة، انعكست إيجابًا على معدلات النمو ومساهمة المنطقة في الناتج الداخلي الخام، وجعلت الخدمات الاجتماعية متاحة لسكانها، مما أدى إلى دمج الأقاليم الجنوبية في الدينامية الوطنية الشاملة.
وأشار إلى أن السياسة الخارجية للمغرب في ملف الصحراء عرفت منعرجات متعددة مع التحولات الإقليمية والدولية، حيث كان المغرب يتفاعل أحيانا من موقع الدفاع وأحيانًا من موقع المبادرة. ومع تقديم مقترح الحكم الذاتي، استطاع المغرب استعادة المبادرة في الملف، محققًا تموضعًا استراتيجيًا ناجحًا أدى اليوم إلى الحسم النهائي لمسألة السيادة المغربية على الصحراء.
وختم الأستاذ اليونسي بالقول إن المسيرة الخضراء ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل هي قاعدة صلبة للاستقرار الوطني والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية، كما أنها تؤكد على قدرة المغرب على الموازنة بين السيادة الوطنية والانخراط الذكي في التحولات الدولية.
